كنتم بيننا، نتجاذب وإياكم أطراف الحديث، نتفق حيناً ونختلف أحياناً، أما الآن وقد عرجتم إلى السماء سفراء غير عاديين لنا في جنّات الخلد فقد اختلف كلّ شيء بالنسبة لنا، لم تعودوا بيننا بل أصبحتم في قلوبنا وفي تكويننا وفي الثقافة التي نرّبي عليها أطفالنا وبالتالي لن تبرحوا دواخلنا ولن يعود بإمكانكم أن تدفعونا إلى الشوق لكم لأنكم تسكنون العيون وتنسجون حضوركم من لهفتنا لترديد أسمائكم ومن فخرنا بكم ونحن نروي قصص بطولاتكم..
شهداؤنا مصابيح غدنا لهم منّا السلام والإجلال، بهم نفخر وبهم نكبر وبهم يستمرّ الوطن منيعاً عزيزاً سيداً...
إليكم يا شهداء سورية الأبرار نرفع أيدينا بالشكر والدعاء لأنكم حصّنتم بلدنا بدمائكم وزرعتم على مدخل كل بيت في سورية حكاية فخار لن تُمحى أبداً..
كل الكلام يتواضع أمام عظمتكم، كل الأفعال مهما علا شأنها أصغر من أن تُقارن بشهادتكم، وكلّ القيّم تنهل منكم مضامينها ومعانيها...
كان يوم السادس من أيار يختال وحيداً بين أيام السنة كيف لا وهو الذي اختير عيداً للشهداء وسيبقى كذلك لكن ماثلته معظم أيام السنة في سورية لأن قوافل الشهداء لم تتأخر يوماً منذ أن امتدت يد الغدر إلى سكينة السوريين فهبّ أبطال ميامين لبتر هذه اليد وحماية أمن وأمان السوريين، ويروي لنا الشهداء الأحياء عن رفاق دربهم الذين سبقوهم إلى العلياء أنهم وقبل أن يسلّموا الروح لخالقها كانوا يوصونهم بسورية وبأبناء سورية..