ولن يكون هناك حجر عثرة في ترسيخ مكانة المرأة العلمية والعملية في العالم, فالجهود كلها تصب في سبيل الوقوف إلى جانب المرأة السورية , ولاسيما في هذه الحرب المدمرة المفروضة على جيشنا وشعبنا , فهي تعاني الأمرين جراء تداعيات حرب لا تعرف رحمة أو شفقة من قبل عصابات إرهابية مرتزقة صبت حقدها على السوريين فكان لزاما علينا أن نقف وقفة رجل واحد في وجه مؤامرة دنيئة وقفة الجميع أفرادا ومؤسسات ...ذكورا وإناثا ...
فكان اليوم العالمي للسكان الذي يصاف اليوم في 11 تموز هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم وكذلك في سورية هو فرصة للوقوف إلى جانب المرأة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وتقديم الدعم النفسي والمادي المهني من اجل تعزيز صمودها في ظل ظروف قاسية تمر على بلدنا الحبيب..
ورشات عمل
كان لرئيس جمعية تنظيم الأسرة سورية دوره في إعطاء دروس حقيقية للمرأة السورية الدكتور غسان شحادة بدأ حديثه بإعطاء لمحة عن منظمة الأمم المتحدة قائلا : إنها تأسست إبان الحرب العالمية الثانية وشاركت فيها كل دول العالم والهدف العناية بمشاكل العالم كله الفقير والمتخلف وتمخضت عنها 5 دول دائمة العضوية لها الحق في اتخاذ قرار ( الفيتو ) على أي قرار لا يخدم العالم وقد تفرعت عنها مؤسسات عديدة منها صندوق النقد الدولي وصندوق السكان العالمي والاونروا والتي تعنى باللاجئين الفلسطينيين . وصندوق السكان العالمي وهو الذي يقدم المعونات وكل أشكال الدعم الإنساني في العالم ففي إحصائية عن الخدمات التي تقدمها في مجال العمل وتوظيف اليافعين فقد وصل العدد إلى 11 مليون يافعة خضعن لدورات تأهيل وبالتالي أصبحت قادرة على العمل أما في سورية فقد وصل العدد إلى 5000 من العاملين وهناك المشاريع الصغيرة التي تخدم كل شرائح المجتمع لتمكن المرأة من العمل لذاتها ولأسرتها ومجتمعها ،فكانت هناك دورات لتمكين المرأة من التعليم والدعم النفسي وكان في البداية لها مكتب واحد في دمشق ونظرا للحرب التي تخوضها سورية فكان لزاما توسيع نشاطاتها فقامت بفتح عدة فروع لها في المناطق الآمنة مثل مناطق صحنايا وجرمانا وباب مصلى واشرفية صحنايا ..الغزلانية والشاغور ..وفي محافظات عديدة مثل حلب, طرطوس. اللاذقية .حمص وهذه المراكز تدعم المرأة مهنيا وتعليميا من محو الأمية وهي تعنى بكافة الأعمار والأجناس وتعنى بالقضايا الاجتماعية مثل التفريق بين الذكر والأنثى ولتستطيع اتخاذ القرارات القوية التي ستؤثر على أسرتها وأولادها صحيا وتعليميا، مهنيا وعمليا ..
تعليم المرأة يعني تعليم جيل بكامله
وقد تحدث الدكتور محمد مبارك عن أهمية تعليم المرأة فالتعليم سلاح لها في المستقبل على الأقل لتعليم أولادها فهو يعطيها كل الإمكانيات والقوة ويجب أن تتبعه الثقافة لكل نواحي الحياة وقد حض على العلم الدين الإسلامي فليس هناك تفريق بين ذكر وأنثى ..واقرأ.. واطلب العلم ولو في الصين... ومن المهد إلى اللحد... وقد تحدث عن أهمية العلم في الانتصار على الصعوبات والضعف كما حدث في اليابان مثلا في اعتمادها على تعليم الفرد حيث الناس أصبحت تعرف واجباتها وحقوقها ووصلوا إلى مكانة متقدمة في الحياة .. فالعلم يفتح آفاقا جديدة ويصبح تقرير مصيره بيده والأسرة المتعلمة هي التي تحث على العلم لان العلم يصنع السلم والسلام والمعجزات ..
الزواج المبكروتأثيره السلبي
وبعدها تم عرض فيلم الأرجوحة وفتح نقاش مفيد حول موضوع الفيلم الذي يتكلم عن الزواج المبكر وتأثيره على المرأة والمجتمع ،فالحياة كالأرجوحة فلكي تحمل الشجرة يجب أن تكون قوية ومبنية بشكل صحيح وعن تعريف الزواج المبكر هو الزواج دون سن الرشد أي سن 18 وهو خطير وذلك لان الفتاة تكون غير ناضجة نفسيا ولا جسديا ولا تعلم شيئا عن أمور الزواج والحياة الزوجية وأسبابه كثيرة من أبرزها الجهل والتخلف والوضع الاجتماعي والمحافظة على الشرف ،أما نتائجه فهي وخيمة فمن الناحية الصحية فإن أكثر الإعاقات سببها الزواج المبكر وان نسبة تجاوزت 30% من كسر عظم الترقوة عند اليافعات نتيجة لتسريع الولادة وكذلك لعدم اكتمال الرحم فيكون غير قادر على احتواء الجنين وهناك النزف الذي يؤدي أحيانا إلى الوفاة وغيرها من الأمراض مثل التخلف العقلي والأمراض الوراثية والتي تكثر في حالة زواج الأقارب ، فكلما كان التباعد الدموي بين الشريكين يأتي الأولاد أكثر صحة وجمالا ولتنتهي الفعالية بفيلم (قرارك أنت ) وبهذه الجملة الرائعة (تعلمي .. تقدمي .. لو لم تكوني لما كان الوطن )..