ابنتي مراهقة ..كيف أتعامل معها ؟ سؤال كثرت الإجابة عليه من مختصين اجتماعيين ونفسيين ،وكثرت الدراسات والأبحاث ،وتعددت الاقتراحات والتوصيات فيما يخص هذه المرحلة العمرية ،ومازال صدى السؤال يتردد عجزاً أسرياً ومجتمعياً عن استيعاب بلوغهن إهمالاً وتجاهلاً وتهميشاً.
مراهقات يبحثن عن ذواتهن التائهة على دروب عنف قائم على النوع الاجتماعي ...عنف نفسي وجسدي واجتماعي.
مراهقات تواجهن تحديات كبيرة في جميع أنحاء العالم ،أكثر إساءة لجوهر الإنسانية وتختزن الكثير من الألم والحزن.
تحديات،والحرب على بلدي جعلت لمراهقاتها نصيباً كبيراً من هذه التحديات ،ترغمنا على حمل المزيد من الأسئلة والتساؤلات وتتبنى علامات التعجب رغم الجهود الدولية المبذولة وآخرها تركيز صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للسكان على موضوع «الاستثمار من أجل المراهقات» بهدف انجاز برامج تسهم بالحد من ظاهرة الزواج المبكر وحمل المراهقات وتمكين الفتيات من اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بصحتهن ،وذلك في إطار حملة دولية تدعو القادة بالمجتمعات إلى دعم حقوق الإنسان، ولاسيما المراهقات كونهن أكثر تهميشاً وبالأخص الفقيرات منهن وغير الملتحقات بمدارس والمعرضات لممارسات تقليدية كالزواج المبكر.
قالت لي ابنتي ..لماذا لا يحمي القانون بما فيه الكفاية المرأة عندنا ؟ترى هل سيطول عمر سؤالها أم ستكون متفائلة كما أرغب أن تكون، وتتغير أسئلتها على نحو يشي بأن القضية هذه على الأقل قد وجدت لها حلولاً.
ليس بيننا من يجهل حاجتنا الماسة إلى القيام بمراجعة شاملة للتشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق المرأة ولاسيما الأحوال الشخصية، وضرورة توسيع وتعزيز وتفعيل دور المؤسسات المعنية بالأسرة بما في ذلك الهيئة السورية لشؤون الأسرة والاتحاد النسائي، لمواجهة هذه التحديات التي تزايدت في الأزمة والحد من تداعياتها وتقديم الدعم بكل أشكاله،وثقتنا بالجهود المبذولة كبيرة ولاسيما أن سورية كانت قبل الأزمة قريبة جداً من تحقيق أهداف الألفية فيما يخص التعليم والصحة الإنجابية.