تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تكتيكات جديدة تفتح باب المفاجآت على الإرهاب ومن وراءه... إنجازات الجيش في الكاستيلو و الليرمون تدفع داعش للانتحار..وواشنطن تفتح باب العزاء

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء 13-7-2016
كان للمشهد الميداني بحلب في الآونة الأخيرة منعطفاته المميزة، المتجهة نحو إسقاط المناطق المسيطر عليها من قبل التنظيمات الإرهابية في فخ التكتيكات الجديدة التي اعتمدها الجيش العربي السوري بشكل كبير على عدة محاور داخل وخارج المدينة،

وذلك بعد أن اعتاد بشكل أساس على أعادة ترتيب الأولويات ووضعها موضع التنفيذ منذ انطلاق المرحلة الثانية من عملياته العسكرية.‏

فبعد الصدمات الكبيرة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية ولا تزال في خضم الإنجازات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري على محاور أرياف حلب والمدينة والتي كان آخرها سيطرته على طريق كاستيلو شمال حلب الذي كان يمثل آخر المنافذ التي تصل مناطق سيطرة الإرهابيين بالريف المفتوح على تركيا.‏

جاءت ردة فعل تلك التنظيمات بشكل انفعالي وصفت من مصادر عديدة بأنها «انتحارية» حيث انتهت بمقتل ما يزيد عن مئة إرهابي نشرت أسماء نحو 75 منهم بينهم متزعمون، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 200 آخرين، تم نقل معظمهم إلى مدينة اعزاز وإلى مستشفيات في الجانب التركي.‏

وعلى المحاور الشمالية والغربية والشرقية في ريف حلب وداخل عدد من أحياء المدينة، تجدد القتال رغم إعلان قيادة الجيش السوري عن تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى، وبعد أن قامت التنظيمات الإرهابية هناك بخرق الهدنة عدة مرات عبر إمطارها الأحياء المدنية الآمنة بصواريخ القتل، إلا أن الرد كان حاضراً وبقوة حيث واصل الجيش عملياته العسكرية وخرق دفاعات الإرهابيين في منطقة الليرمون شمال حلب وسيطر على مبنى «سادكوب» مقتربا من دوار الليرمون الواصل إلى طريق الكاستيلو وفق ما أوضح الإعلام الحربي في سورية.‏

وشنت طائرات سلاح الجو السوري منذ ساعات الصباح أمس عشرات الغارات الجوية على مسلحين من داعش وجبهة النصرة في قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والغربي وبعض الأحياء في الجهة الشرقية من المدينة.‏

وجاء تكثيف الغارات الجوية ردا على هجوم شنته التنظيمات الإرهابية على مواقع سيطرة الجيش السوري في حلب مساء الاثنين، وترافق الهجوم واسع النطاق مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري.‏

حيث شنت الطائرات غارات على بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية في منطقة الليرمون، حيث يتقدم الجيش السوري، وفي حي بني زيد شمال حلب، كما تمت عمليات عسكرية أخرى نفذها الطيران الحربي على مناطق في حي الصالحين، ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها الإرهابيون، بالإضافة إلى بلدات حريتان وكفرحمرة ومعارة الارتيق بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي.‏

وفي أثناء تلك التطورات والتقدم الكبير للجيش السوري ومن مبدأها الثابت في قلب الحقائق وخلق الآكاذيب ، نشرت قناة «الجزيرة» القطرية خبرا مُضَلِّلا عن سيطرة التنظيمات الإرهابية على طريق كاستيلو وإعادة فتحه الأمر الذي دفع مجموعات إرهابية عدة إلى التوجه إليه سعيا للخروج من مدينة حلب، إلا أن الجيش السوري كان حاضرا دائماً حيث قام بالتعامل التكتيكي مع ذاك الهجوم وقام باستهداف هذه السيارات ما أدى إلى مقتل كل من كان فيها.‏

وفي تفاصيل العملية أولت عدة تنظيمات إرهابية أبرزها «أحرار الشام» و «حركة نور الدين الزنكي» و «فيلق الشام» وفصائل أخرى الهجوم على مواقع الجيش السوري في مزارع الملاح تحت قيادة «جبهة النصرة» من ثلاثة محاور ( الجنوبي والغربي والشرقي) حيث وقعت معارك عنيفة استمرت أكثر من 10 ساعات وفق مصدر عسكري.‏

وبدأ الهجوم بتفجير 6 سيارات مفخخة تبعها قصف عنيف على مواقع الجيش السوري ومحاولات تقدم إلى هذه المواقع ردت عليها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره بعنف، كما شارك سلاحا الجو الروسي والسوري في قصف مواقع التنظيمات الإرهابية المهاجمة الأمر الذي أدى إلى «محرقة كبيرة في صفوف الإرهابيين حيث وصف بعض المصادر الحدث بالعمل الانتحاري.‏

كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين بعض المجموعات الإرهابية وتنظيم «داعش» في محيط قرية بريشا بريف حلب الشمالي.‏

وكالعادة عبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من تصعيد القتال داخل مدينة حلب وفي محيطها، ودعت إلى إجلاء المدنيين بسرعة وأمان، دون عمل اي شي جدي من شأنه إيقاف الإرهابيين والضغط على مموليهم الذين يقدمون لهم المساعدات ويعطونهم الحواضن الدافعة لاستمرار أعمالهم الإرهابية.‏

نتائج مباشرة وغير مباشرة‏

تشهد الصورة الميدانية في حلب تطورا مفصليا سيؤدي إلى نتيجتين قريبة وبعيدة، حيث ستفضي النتيجة القريبة إلى وضع التنظيمات الإرهابية في الأحياء الشرقية داخل الطوق ما يضعف من قدراتهم بالتدريج خصوصا إذا ما كرروا عملياتهم الهجومية في الأحياء الداخلية لمدينة حلب، وبعيدة ستؤدي إلى الوصول إما إلى تسوية أو انهيار ميداني، وفي كلتا الحالتين سيكون الوضع أمام متغير جيوسياسي كبير سيرخي بظله على نتائج الحرب في كل سورية.‏

عمليات الجيش المعتمدة‏

رأى محللون أن الجيش العربي السوري وحلفاؤه يحرصون على فتح «جبهات مُشاغلة» مُماثلة تستهدف مختلف القطاعات داخل المدينة وتجدر الإشارة إلى اختلاف جوهري تلحظه خطط العمليّات بين جبهات القطاعات داخل المدينة وتلك المفتوحة على المحاور خارجها.‏

واعتمد الجيش السوري خلال عملياته تلك على الكثافة النارية التي تمكن خلالها من تشتيت خطوط الإرهاب وتبعثر إرهابييها في حين كان للعمل الإستخباراتي والخبرات المكتسبة مجال كبير في آخر تطورات الميدان في حلب حيث أصبحت معظم خطط الإرهابيين وأساليبهم مكشوفة ويتم التعامل معها بشكل سريع وتكتيكي وناجح..في حين ابقى الباب مفتوحاً لعمليات عسكرية جديدة مفاجئة.‏

أهمية طريق الكاستيلو‏

تكمن أهمية الطريق كونه الخط الرئيس لإمداد الجماعات الإرهابية المسلحة واستمرار تواصلها بين شمال مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الشمالي وصولا إلى تركيا؛ حيث منه يتواصل الدعم التركي لتلك الجماعات ويحظى طريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب بأهمية كبيرة، إذ يعد المنفذ البري الوحيد لمناطق سيطرة الإرهابيين بحلب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية