وباستمرار الأوضاع الراهنة تزداد صعوبة الإحاطة بكامل الأضرار التي طالت غالبية الصناعات والحرف التراثية والتقليدية والتراجع الحاصل في عدد العاملين فيها وصعوبة الوصول لمن لا يزالون يمارسون أعمالهم رغم كل الصعوبات .
ومع قلة المبادرات التي تصب في خدمة العمل المجتمعي والتنموي الهادف لصون ودعم مثل تلك الصناعات وغيرها تكتسب الانطلاقة الرسمية للشركة السورية للحرف كأول شركة تنموية في سورية تعنى بصون التراث ودعم وتطوير وتوثيق الصناعات والحرف السورية التقليدية ومنعها من الاندثار أهمية خاصة لا سيما لجهة توقيتها وأهدافها.
من هنا تبدو كل عوامل النجاح وتحقيق الأهداف التي وضعها القائمون على الشركة ممكنة وفق برنامجها الزمني؛ لأن المشروع أسس وخطط له بشكل صحيح حيث تضمنت مرحلته التطوعية الاولى التي باشرت العمل في عام 2013 توثيقاً للحرف والتعرف على أربابها بغية التوصل لقاعدة بيانات للحرفيين يبنى عليها لاحقاً كل البرامج والنشاطات .
وعملت على تعزيز ثقافة الحرف السورية وجذب حرفييها وتأمين أماكن لممارسة أعمالهم وتسويق إنتاجهم عبر معارض وورشات عمل أقيمت لهذه الغاية عادت بالنفع على الحرفيين خاصة النساء اللواتي استطعن تحسين مستوى معيشتهن من خلال أعمالهن الحرفية الخاصة.
و مطالبة القائمين على الشركة الجهات المعنية بتهيئة البيئة المناسبة التي تساعد على إحداث المزيد من الشركات التنموية مهمة، خاصة وأن الأهداف التجارية والمادية لا تعد كأولوية لها بل وسيلة تسعى من خلالها لتطوير وتنمية عملها وخدمة مجتمعها .