ولأن سورية وحلفاءها أفهموا دول التآمر بأن عدوانهم الآثم مني بالفشل ولا سبيل لإنقاذه، بات الدخول في العملية السياسية أمراً حتمياً لعلّه يكون مخرجاً من ميدان بات ينقلب عليهم.
والأهم صيحات الندب والعويل التي ضربت اردوغان وآل سعود بعد اعتراف إدارة أوباما بالتقدم السوري في الميدان ليكتمل المشهد بالأعين الأميركية وموجبات التعامل معه من قبل دول الأعداء.
هذا ما يؤكد حضور لاعبين سياسيين ومحوريين كروسيا وإيران، ما يعني أن العالم قد تغير من حول سورية بعدما أذعن المتآمرون بأن اقترابهم من بوابة دمشق لمناقشة الأزمة بات أمراً واقعياً.
ومع أن مؤتمر فيينا الذي كشف موازين القوى على الأرض وتحديد سقف المطالب الذي بات السوريون من يقرره، إلا أن شام الممانعة لا تعوّل كثيراً على المؤتمرات بقدر تعويلها على إنجازات الميدان ولاسيما أن هناك أطرافاً لا تزال تراهن على سفك الدم السوري ونشر الفوضى والإرهاب وتمزيق الدول دون خجل أو وجل.
انقشاع غيوم الوهم السياسي ووضوح الرؤية في الميدان السوري والدولي وبعد سنوات من تجاهل واشنطن للتصريحات الدولية، وها هي دبلوماسية القوة المفرطة تعترف بالدور الإيراني الفاعل في المشهد السوري، على الرغم من صيحات صبيان الرياض، لتصل طهران بقدرة السياسة إلى أحد مفاتيح حل الأزمة في سورية بكل ثقلها, ولتظهر الأمور على طاولة فيينا بمسمياتها ويظهر المحاورون بأحجامهم وترسم الخطط وفق معطيات الأرض.
بانتظار مزيد من انهيارات التحالف الأميركي ومزيد من تجرع كؤوس السم ليأتي اليوم الذي ينعقد فيه مؤتمر أصدقاء سورية الحقيقيين على أرضها بعد اندحار العصابات التكفيرية لنصل إلى سورية الوطنية المقاومة كما عهدناها.