كل المؤتمرات فاشلة مادام الإرهاب موجوداً في سورية
عن الفايننشال تايمز متابعات سياسية الأثنين 2-11-2015 ترجمة : غادة سلامة لا مؤتمر فيينا ولا غيره من المؤتمرات الدولية بشأن حل الأزمة في سورية سيفضي إلى شيء اذا واصلت الولايات المتحدة الاميركية سياستها الحالية في المنطقة العربية ودعمها اللامحدود للميليشيات المسلحة المقاتلة في سورية
ومادامت واشنطن تلقي بأسلحتها للمتمردين وما رشح عن لقاء فيينا الرباعي لا يشير الى ان حلولاً واضحة المعالم قد ارتسمت بين الوزراء الاربعة فيما يتعلق بمستقبل الأزمة في سورية في ظل دعم واشنطن للمعارضة المسلحة وعدم تخليها عنها لكن الاكيد ان افكارا اخرى جرى تداولها جعلت وزير الخارجية الاميركي جون كيري يقول ان المحادثات في المؤتمر ربما تنطوي على امكانية تغيير ديناميكية الوضع في نهاية المطاف لكن اليوم النمساوي الطويل شهد تطورين مهمين اولهما اعلان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ان دولا اخرى كمصر وايران قد انضمت الى هذه المحادثات وان اجتماعا اخر سيعقد في نهاية الشهر الحالي وثانيهما ان موسكو وعمان اعلنا عن اتفاق لتنسيق العمليات العسكرية في محاربة الارهاب في سورية وهو ما رحبت به الولايات المتحدة الاميركية ظاهريا وعلى مضض فالرئيس الروسي فلاديمير بوتن استطاع اجبار الرئيس الاميركي باراك اوباما على الاذعان والتوافق بشأن حل محتمل للازمة في سورية خاصة بعد فشل اوباما وتردده بإيجاد حل للازمة الكارثية التي عصفت بالبلاد منذ عام 2011 الامر الذي استدعى مؤخرا تدخلا روسيا عسكريا بهدف التوصل الى حل لهذه الازمة التي قاربت سنواتها الخمس .
الجهود الدبلوماسية لروسيا تأتي بالتزامن مع العمليات العسكرية للقوات الجوية الروسية التي تحاول وضع حد ونهاية للإرهاب في سورية من خلال استهدافها لمواقع تنظيم داعش في وسط وشمال شرقي سورية الامر الذي يفتح الباب امام دول اقليمية اخرى للمشاركة الى جانب الروس في هذه الحرب من دون ان يعني ذلك بالضرورة الانضمام رسميا الى الحملة العسكرية الروسية وعلى الرغم من الحديث عن افكار جديدة بشأن سورية الا ان لقاء فيينا لم يكسر المواقف المعلنة سابقا من الغرب تجاه الأزمة في سورية كما أن التفاؤل الذي ابداه وزير الخارجية الاميركي جون كيري لا يؤكد ان تحولا كبيرا قد حصل في الموقف الاميركي المزدوج حيال سورية فبعد ساعات من اختتام لقاءات فيينا اعلنت واشنطن انها القت مجددا اطنان من الاسلحة الى جماعات مسلحة يعتقد انه تم ارسالها الى الشمال السوري كما سبق وصرح بعض القادة في البنتاغون واعترافهم بإرسال انواع مختلفة من الاسلحة الى المعارضة المسلحة وذلك بغية قتال الجيش السوري الذي يخوض معارك ضارية في شمال سورية هذا ويأتي مؤتمر فيينا كمؤشر مهم على تراجع لهجة الدول الخليجية الداعمة للمتمردين والمسلحين المقاتلين على ارض سورية بعد يأسهم من اسقاط سورية وتركيزهم على اولوية محاربة تنظيم داعش في سورية الذي اصبح يتمدد خارج الارض السورية ويطال دول الخليج العربي وغيرها من دول منطقة الشرق الاوسط ووصولا الى تركيا .
كما شهدت محادثات فيينا تراجعا ايضا في لهجة تركيا وتراجعا في احلام رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية التي استمات ومازال يلهث للسيطرة على شمال سورية وعينه على مدينة حلب الخاصرة الصناعية في سورية التي نهبت معاملها واثارها من قبل الارهابيين وتم تحميلها وبيعها بأبخس الاثمان في الاسواق التركية وقد كان لموقف روسيا الصارم وللدعم الروسي العسكري لسورية وللضربات الجوية الروسية على مواقع داعش وتلازم المسارين العسكري والدبلوماسي لروسيا الأثر الأكبر في تغيير مواقف كثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي كانت سببا في اطالة عمر الازمة في سورية ورغم قناعة روسيا بأنه لا سلام مع امريكا لان السلام مع الولايات المتحدة الاميركية بالنسبة لروسيا هو شبه مستحيل لكن روسيا ارادت ان تبعث من خلال مؤتمر فيينا وغيره من المؤتمرات رسائل عديدة للأمريكيين ولإدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما وهي ان منطقة الشرق الاوسط ليست مزرعة للولايات المتحدة وحلفائها يعبثون بها كما يشاؤون وانه آن الاوان لوضع حد للولايات المتحدة الاميركية وسماسرتها في المنطقة العربية وخاصة في سورية والعراق لكي يعيدوا النظر في سياساتهم المتبعة في المنطقة وان يفكروا ان الشعوب العربية ليست بيادق شطرنج بأيديهم يحركونها بالمال والسلاح من اجل اغراق المنطقة بالفوضى واشغال الشعوب العربية في حروب وقضايا تحت عناوين كثيرة وكل ذلك من اجل ضمان استقرار اسرائيل وضمان امنها.
المقال بقلم سايمون كير
|