تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فوز الشيطان أين يذهب بمستقبل تركيا؟...أنفاق أردوغان تصل إلى صناديق الانتخابات البرلمانية .. وتشوه المشهد السياسي أكثر

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الأثنين 2-11-2015
لان آمال اردوغان كانت كبيرة في اعادة الانتخابات وتزويرها بما يسمح بمنحه صلاحيات رئاسية اوسع عن طريق تشكيل حكومة تجنبه الانتكاسة الماضية في حزيران بعد أن لاقى هزيمة أصابته في صميم طموحه الإخواني،

أغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المبكرة في تركيا وتم فرز الأصوات حيث حصل حزب (العدالة والتنمية) الاخواني على 49,5% من أصوات الناخبين فيما حصل الحزبان المعارضان الشعب الجمهوري والحركة القومية على 25,2% و11,9% على التوالي ونال حزب الشعوب الديمقراطي كذلك على 10,3%. ويرى مراقبون ان اردوغان وضع كل امكاناته التزويرية لتمرير هذه الانتخابات لمصلحة حزبه والوصول الى حلمه الاخواني ببناء سلطنة اخوانية تحول تركيا الى دكتاتورية يقودها بمفرده ويشهد لذلك ما وصلت اليه سياسة البلاد من انحطاط وتورط الاخوان في فساد داخلي ودعم للارهاب في الجارة السورية .‏

وكان زعماء الأحزاب السياسية التركية قد أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي توجهت إليها البلاد، عقب فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية، بعد انتخابات 7 حزيران الماضي.‏

وكانت الانتخابات انطلقت صباح أمس في أنحاء تركيا والتي دعي للتصويت فيها 54 مليون ناخب، و49 ألفاً، و940 ناخبا، فيما يبلغ عدد صناديق الاقتراع، المقرر إقامتها في عموم البلاد، 175 ألفاً، و6 صناديق، بما فيهم 358 صندوقاً ستتوزع على السجون.‏

وتنافس في الانتخابات 16 حزباً، أبرزهم أحزاب «العدالة والتنمية»، و»الشعب الجمهوري»، و»الحركة القومية»، و»الشعوب الديمقراطي»، فضلاً عن 21 مرشحا مستقلا.‏

وبعد سلسلة الفضائح التي طالت اردوغان في تعاطيه مع الكثير من القضايا وعلى رأسها قمعه للوسائل الإعلامية التي واجهها بأشد الوسائل الديكتاتورية حاول أوردغان توجيه الانتباه عبر انتقاده بعض المؤسسات الإعلامية الدولية التي ادعى بأنها «تتلقى تعليمات من عقول مدبرة» وبأنها تستهدفه شخصيا وتستهدف معه بعض الأحزاب التركية.‏

مدعياً أن الجميع في تركيا سيحترم النتيجة التي ستفضي إليها الانتخابات وأن «الانتخابات» بمثابة استمرار للأمن والاستقرار، في وقت عمل على زج أوراقه الفوضوية في المرحلة السابقة ليبين أنه الضامن الوحيد لاستقرار البلد.‏

وخوفاً من مواجهة الحقيقة رفض رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أن تكون الانتخابات هي استفتاء سيجيب عما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيشكل الحكومة منفردا أم لا ، كما قال نائبه والقيادي في الحزب علي باباجان أن الصورة ليست مبشّرة فيما يخص شعبية حزبه.‏

وكان حزب العدالة والتنمية فقد الأغلبية البرلمانية المؤهلة لتشكيل الحكومة بحصوله على 258 مقعدا للمرة الأولى منذ ثلاث عشرة سنة، بعدما كانت طموحات أردوغان تحلق عاليا نحو الظفر بنحو 367 نائبا تؤهله لتمرير تعديل الدستور وتوسيع صلاحياته، أو على الأقل 330 صوتا تكفي لتمرير استفتاء شعبي على تغيير نظام الحكم.‏

وحاول حزب العدالة والتنمية التركيز في حملته الانتخابية الحالية على إقناع جمهوره بالإقبال الكثيف على الانتخابات بعد أن قرر قسم من أعضاء الحزب ومناصريه معاقبة الحزب بعدم المشاركة في الانتخابات تعقيباً على تصرفاته الديكتاتورية.‏

بالمقابل يسعى حزب الشعوب الديمقراطي الذي حصل في الانتخابات الماضية على 80 مقعدا حيث شكل الحصان الأسود واعتمد على مناصريه الأكراد إلى تعزيز صفوفه عبر التركيز على استقطاب القوميات والأقليات الدينية والإثنية الأخرى، والتأكيد على مبادئه الثابتة في نبذ الإرهاب وإظهاره العلاقة الوطيدة التي تجمع أردوغان بالإرهابيين، وفي الحملة الحالية ركز الحزب على استقطاب القوميات والأقليات الدينية والإثنية الأخرى.‏

وبعدما رسمت الانتخابات الماضية مشهدا لم تعتد عليه تركيا منذ تولي حزب العدالة والتنمية، وشكلت فشلا ذريعا لزعيم الحزب أردوغان، فإن الانتخابات الحالية تعد مفصلية وربما مصيرية لأحلام «السلطان» رجب طيب أردوغان وسط استقطابات حادة تتنوع بين القومية والأيديولوجية، وأوضاع عاصفة في محيط تركيا الإقليمي وتغيرات عميقة في خريطة السياسة العالمية، تجعل تركيا على مفترق طرق.‏

وكان اردوغان قد حاول بخبث نواياه وأفكاره السيئة الركوب على أزمة التفجيرات الإرهابية الأخيرة والترويج بأنها نتيجة لفقدانه عرش استقلاله في السيطرة على أركان الدولة ، ومحاولته العمل عبرها إلى التقليل من حظوظ معارضيه بهدف تعزيز نتائجه بالنسبة للنتائج السابقة.‏

الانعكاسات السياسية على الانتخابات‏

وعلى الصعيد السياسي تعثرت مخططات أردوغان لتحقيق السلام مع الأكراد إذ عادت المناوشات مع حزب العمال الكردستاني ونشاطاته ضد الجيش بعد ثلاث سنوات من الهدوء النسبي.‏

وخارجيا فإن رياح التطورات في ليبيا وتونس ومصر وسورية والعراق والتي جاءت عكس ما تمنى أردوغان تشكل ضغوطا إضافية عليه وعلى حزبه، في ظل اتهامات بتغليب الملفات الخارجية على الداخلية، بالإضافة إلى جملة المعلومات الكبيرة التي تؤكد أرتباط أردوغان بتنظيم «داعش» الإرهابي وأخواته من «النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية وذلك من خلال تمويلهم ودعمهم مادياً ولوجستياً وعسكرياً، الأمر الذي يعكس الرغبة في «تقليم أظافر» أردوغان، والحد من تصدره للمشهد السياسي في تركيا، ما أدخل الرعب إلى قلبه لذلك سعى جاهدا لاعادة الانتخابات بما يناسب اهوائه واتقن التزوير واللعب بالديمقراطية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية