وشل حركته السياسية وفقدان لمساحة لعبه، لذلك عاد يبحث عن مساحة أخرى تعيد له لياقته السياسية في الاجتماعات القادمة.
لذلك قررت واشنطن في شللها السياسي التحرك في الميدان يوم فقد تحالفها ضد داعش قدرته على اللف والدوران، فكان الزج بخمسين مستشاراً أميركياً برياً في سورية هي الحركة السحرية التي تظن واشنطن أنها ستستعيد بها قدرتها على الرقص السياسي في فيينا، ولكن..
هل تستطيع واشنطن فعلاً إعادة ضبط (زنبركها) السياسي بهذا الزج العسكري البري إذا كانت فيما قبل تحالفت جوياً وفشلت في استعراض مكافحة الارهاب، فهل تعتمد استعراضاً آخر يبدو قبل بدئه اكثر فشلاً حيث تواجه معضلة توزعه جغرافياً، ونقاط تمركزه في كل هذه الاختلاطات والتداخلات بين بؤر (المعتدلين) بنظرها والإرهابيين بما تسميهم مجبرة.
أين سيجلس مستشارو أميركا؟ هل داخل خيم الخلافة الداعشية أم في مضافات أمراء النصرة أم داخل أنفاق (الأحرار)، وهل ينقص التحالف الغربي بقيادة واشنطن الاحداثيات حتى ترسل واشنطن مستشاريها إذا كان جون ماكين قد سبقهم إلى هناك بسنوات ولم يخرج من انفاق الإرهابيين إلا بصور تذكارية.
يبدو أن أميركا تبحث عن إحداثيات سياسية في اجتماعات قادمة في فيينا فقررت أخذ صور تذكارية لها في الميدان السوري وهي تعض ذنبها الداعشي.. ولكنه في أي حال يبقى ذنبها، ولن يضيف لها إلا شللاً سياسياً آخر.. هذا إن لم يعد مستشاروها هاربين برؤوسهم أو دونها طالما أن تمركزهم سيكون حتما بين أغوالهم الداعشية التي قد تبتلعهم في نوبات جوعها .. او في مناطق محدودة جداً تغطي اتساع المعركة، فمستشارو واشنطن ان انتشروا بين أحضان (الخليفة) سيكشفون وحدة حالهم معه، وإن جلسوا في ظلال أخرى فحتماً ليس ليقودوا حملة عسكرية بل ليعود كيري إلى مراقصة مصالحة في ليالي فيينا..