و فيما أشار معدو التقرير أن المسؤول هما طرفا النزاع سعياً نحو تسييس المشكلة .. يتضح أنها معادلة غير متكافئة أبداً .. فلا يمكن أن يتساوى من يؤجج النار و بين من يسعى لتضميد الجراح ، ففي ظل الأزمة و الحرب الدائرة هناك انتهاكات بالجملة .. والضحية هم الفئة الأكثر هشاشة .. و الورقة الخاسرة بحق الطفولة و الرابحة في معركة الإدانة الدولية ..
إذا من المسؤول عن معركة ظالمة نارها أطفالنا و رمادها جيل مستقبلنا و عماده ؟ .. ربما غفل من أعد هذا التقرير أن بلدنا كان قد قطع قبل الأزمة شوطاً كبيراً في مجال حقوق الطفل ، و حتى في ظل الأزمة ارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في حماية حقوقهم في التربية و التعليم و الصحة و الدعم النفسي .. و ما بذلته الحكومة من جهود جبارة للسير بموكب التعليم و إكمال العام الدراسي رغم كل التحديات تعجز عنه كل دول العالم لو تعرضت لربع ما تعرضت له سورية من إرهاب ، وأمام كل محاولات الإرهابيين لمحاصرة المدنيين و اتخاذ الأطفال دروعاً بشرية ، لم تقصر الجهات المعنية بحملات التلقيح لكل الأطفال و إيصال المساعدات الإنسانية .. وبينما شاهدنا الكثير من الصور و الاعترافات الصريحة لتجنيد الأطفال في صفوف الإرهابيين لزجهم في لعبة دموية أكبر من عمرهم و أكثر حجماً من أجسادهم ، لم نشهد حالة واحدة لأطفال ضمن صفوف الجيش العربي السوري ..
وأي بؤس ذاق مرارته أطفال سورية - حسب تعبير بان كي مون - نعم و أكثر من بؤس و موت و خوف و فقر .. و لكن في مناطق يسيطر عليها الإرهاب و الجهل، معاناة أطفالنا هي نتاج تواطئهم و من نسج مؤامراتهم و من تصدير إرهاب دولهم .. بينما لم تسلط الأضواء على انتهاك حقوق أطفال اللجوء في أحضان دول الجوار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع .. هي سياسة الكيل بمكيالين و نتاج نيات خبيثة.