تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اندحار الإرهاب في سورية ومؤشرات نهاية الأحادية القطبية

دراسات
السبت15-2-2014
منير الموسى

مع انتهاء صلاحية سايكس بيكو التي قسمت الشرق إلى مناطق نفوذ ، انضوت الدول الاستعمارية القديمة تحت راية الامبريالية الصهيو أميركية لخوض صراعها في سورية كي ترتب تلك القوى من جديد أمورها في النظام الدولي والإقليمي،

الذي لم يستتب لها رغم تفردها في التحكم بالعالم منذ نحو عقدين ونيف من الزمن ، منتقلة بين زعم وجود الخطر السوفييتي إلى الخطر الإسلامي، إلى خطر محور المقاومة ، موزعة في كل مرة عبارة «محور الشر» على كل من تريد أن تعتدي عليه.‏

وتحاول تلك الدول أن تلبس سورية ثوب أفغانستان الثمانينيات من القرن الماضي، وجهدت في عدوانها على سورية إلى حرف البوصلة عن تحرير فلسطين 180 درجة ، فغدت سورية ساحة لمعركة أطلسية أدواتها الإرهابيون التكفيريون الذين جنّدهم حلف الناتو وموّلهم بأموال النفط الخليجي ، وبدا واضحاً أن إسرائيل خلال 3 سنوات من الحرب على سورية استطاعت أن تضع يدها على كامل فلسطين.‏

ومن بين الأدوات الإرهابية التي شرعنت واشنطن عبر الكونغرس دعمها بالسلاح والعتاد الثقيل ، الدولة الإسلامية في الشام والعراق «داعش» التي كل قادتها عراقيون وعلى صلة مباشرة مع رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان ، وما تظاهر واشنطن أنها مع محاربة داعش في العراق إلا ذر للرماد في العيون ، ما دام من يقتلون من الإرهابيين هم مرتزقة ورعاع ومضللون باسم الدين، وما دام قادة داعش بمنأى عن الاستهداف . وكذلك جبهة النصرة تعمل تحت لواء بني سعود، وهي وداعش نسيتا مدينة القدس التي يحتلها الكيان الصهيوني. أما ميليشيا الجيش الحر فهو مجرد شبح لا وجود حقيقياً له على الأرض، وهو من اختراع الاستخبارات التركية والفرنسية للقول إن مجلس اسطنبول المسمى معارضة سورية خارجية له بنية مقاتلة على الأرض. ومهما كانت التسميات التي أطلقت على إرهابيي بني سعود والناتو فكلهم يستخدمون الأفكار الوهابية ، والخطاب نفسه موجود على ألسنتهم ، وكلهم معهم صكوك موقعة على بياض في سفك الدم السوري ويمارسون الممارسات الإرهابية نفسها والمجازر ضد الإنسانية ذاتها وآخرها مجزرة معان في ريف حماة.‏

ويبدو أن الولايات المتحدة تفقد سلطانها في جنيف مقابل صعود نجم روسيا ، والعدوان على سورية يشهد نهاياته ، ويشهد نهاية الأحادية الغربية في إدارة شؤون العالم. ولذلك تسعى جاهدة إلى إيصال الأزمة في سورية إلى أعلى مرحلة من التعقيد، كي لا تجعل هناك رابحاً ما دامت قد خسرت كل شيء في سورية وهي تتمنى التخلص من الجماعات الإرهابية القاعدية التي مولتها من باب وضع كل البيض الفاسد في سلة واحدة والتخلص منه، حتى دول أوروبا والسعودية تريد التخلص من إرهابييها، حيث يمثل الإرهابيون الذين يحملون الجنسية السعودية ثاني أكبر كتلة بعد الشيشانيين، علاوة على الإرهابيين البلجيكيين والفرنسيين والمغربيين والآسيويين. فسلالة بني سعود يخشون ارتداد العصا عليهم على غرار الحكومات الأوروبية التي لعبت دور العنتريات في الذهاب إلى الحرب والذين ارتدت سياساتهم بالذهاب إلى الحرب عليهم دائماً.‏

وبعد كل شيء، يقوم بنو سعود وفرنسا والولايات المتحدة والائتلاف المسمى معارضة والذي يرفض محاربة الإرهاب بمحاولة الترويج أن القاعدة من اختراع سوري إيراني، في الوقت الذي كشف فيه العديد من الصحفيين الغربيين دور أميركا في تمويل الإرهاب الدولي بشكل سري منذ الثمانينيات في أفغانستان، ولكن الآن تموله بشكل علني وقد صوّت الكونغرس على قانون تمويل منظمتين تتبعان للقاعدة في سورية هما داعش وجبهة النصرة وذلك في إطار إعطائهما جرعة منشطات قبل نهايتهما، وصار دعم واشنطن لهما سياسة رسمية وفي انتهاك جلي لقراري مجلس الأمن 1267 و1373 لكونهما منظمتين تتبعان لتنظيم القاعدة. وكل ذلك لمزيد من التخريب في سورية قبل هرب المرتزقة والإرهابيين إلى بلادهم والتخلص من أكبر عدد منهم.‏

وقد قدم وفد الجمهورية العربية السورية في الجولة الأول من جنيف2 إلى من يزعمون أنهم معارضة مقترحاً مبنياً على أساس هذين القرارين اللذين يدينان الإرهاب، وأعلن وفد الائتلاف المسمى معارضة رفضه لهذا الاقتراح برعاية من واشنطن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية