لأن الدخول في تفاصيل الإرهاب يكشف حقائق لم تنتهِ بفضائحهم, لذا هم يعملون على تدمير وتمزيق الوطن السوري بحجة التغيير والديمقراطية تحت ذرائع مرفوضة لا تنطلي على السوريين, بالإضافة إلى أنهم يدورون في حلقة مفرغة للضغط على الوفد الرسمي وإفراغ جلسات التفاوض من مضمونها الحقيقي.
وجاء ما طرحه الوسيط الأممي في التوازي بين وقف العنف وتشكيل الهيئة الانتقالية في جنيف2 ليزيد من التلاعب بالألفاظ وتدوير الزوايا في محاولة للالتفاف على بيان جنيف1 الرافض لمثل هذه الأفكار, ولكن ما هو مؤسف أن الموفد الأممي الفاقد للطريقة المنهجية والمنطقية لم يكن بمستوى الآمال المعلقة عليه كوسيط نزيه من خلال طرحه الإرهاب والحكم الانتقالي دون البحث في آليات إنهاء الإرهاب والقضاء عليه ودعوة الأطراف الداعمة له إلى التوقف إلا إذا كان هذا الوسيط يتقاسم مع وفد الائتلاف الرؤية ذاتها.
الإبراهيمي يدرك حق اليقين ما ينص عليه جنيف1 لجهة أولوية مكافحة الإرهاب من أجل فتح الطريق لأي تسوية سياسية, إلا أنه يتهرّب من مسؤولياته، وهو أسير ضغوطات وحسابات ووعود لدرجة باتت معها مهمته مهددة بالفشل وبات الحديث عن تباطؤ هذا الأممي عن القيام بما ينبغي يطرح الكثير من الأسئلة الضرورية حول مستقبل هذه المهمة.
لا شك أن ذهاب سورية والمشاركة في جنيف 2 جاء ليسحب البساط من تحت أقدام ما يسمى «المعارضة» السورية وتعريتها وكشف حقيقة وزيف أهدافها من خلال ما نقله الوفد الرسمي حول ما يجري في الأراضي السورية ونجاحه في كسر التعتيم والحصار الإعلامي والدبلوماسي والسياسي وتغيير الصورة المزيفة والمشوهة التي طالما قام بتسويقها والترويج لها إعلام دول التآمر.