لكن إرادة الشعوب دائماً هي الأقوى مهما قوت سطوة الحكام وعظمت أساليب القمع، فأبناء البحرين عندما بدؤوا انتفاضتهم، لم يضعوا خطوطاً للتراجع عن هدفهم ولم يحفظوا كلمات الانسحاب والابتعاد عن مطالبهم، فالذكرى الثالثة أرادوها تصميماً على متابعة المسيرة، وأرادوها عصيان عزة تشهده جميع المناطق البحرينية استجابة للإضراب الذي دعت إليه المعارضة البحرينية في هذه الذكرى، حيث أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ظهر أمس انطلاق الجولة الميدانيّة الثانية من فعاليّات عصيانه المدنيّ: "عصيان العزّة"، في يومه الثاني.
وتلبية لهذه الدعوات انطلقت المسيرات الاحتجاجيّة بمشاركة جماهيريّة واسعة من الشعب البحرينيّ المصرّ على مواصلة حراكه الشعبيّ والوطنيّ حتى ينال حقوقه المشروعة، بينما تشهد مسيرات الجولة الثانية إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
وفي إطار مخاوف النظام البحريني من التظاهرات وكردّ فعل على تلك المظاهرات قامت سلطات آل خليفة الحاكمة باستخدام الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش ضد مئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان أن المتظاهرين ارتدوا أكفاناً فيما غطى بعضهم وجوههم في تظاهرات رددوا خلالها "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع"و"يسقط حمد".
في هذه الأثناء دعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية أمس إلى اتخاذ إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة .
في غضون ذلك نقل شهود عيان أيضاً أن قوات النظام البحريني أطلقت مساء أمس الأول، رصاص الشوزن على مهدي القفاص في بلدة السنابس، مشيرين إلى أن إصابته بليغة كما أصابت أحد المتظاهرين في توبلي بطلق بالرأس، وأن المصاب ظل مرمياً على الأرض لحين وصول الإسعاف الذي نقله إلى جهة غير معلومة.