تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعادلة المستحيلة

صفحة أولى
السبت15-2-2014
رفيق احمد عثمان

مع تتالي جولات مؤتمر جنيف 2 يتتالى مسلسل فضائح من يسميهم أعداء سورية «وفد المعارضة» فبالأمس نزعوا ورقة التوت الأخيرة التي كانوا يتوهمون الاختباء خلفها برفضهم إدانة المجزرة النكراء في قرية معان التابعة لريف مدينة حماة السورية

وحجتهم التي تلقفوها من فاه فورد والتي تقيأها الناطق باسمهم هي ان المجزرة ليست سوى (تجاوزات من قبل البعض) فذبح العشرات واكثرهم من الشيوخ والنساء والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وحرق القرية بالكامل (تجاوزات) ولعلهم يتباهون بما تناقلته الاخبار عن شاب يدعى «حسن» اتصل بمنزله حيث تقطن اسرته بعد اجتياح الارهابيين لقرية معان ليرد عليه من يقول له: (لقد ذبحنا امك وينتظر جدك وجدتك دورهما بعد صدور حكم المحكمة الشرعية) هذه هي (المعارضة المعتدلة) التي يمثلها ذلك الوفد والتي كرر اوباما امس دعمه لها امام نظيره (العاشق) هولاند آملاً اعطاء جرعة داعمة لقطعانه المطيعة ولكن هيهات منهم اي انجاز امام اسود الدبلوماسية السورية ومعلميها او اي انجاز امام اسود الميدان واسياد الارض، ونحن امام مجزرة مروعة طالت اطفالاً ونساءً وشيوخاً ومعاقين سوريين بغض النظر عن انتماءاتهم واصطفافاتهم فهم مواطنون سوريون آمنون لا يحملون اي سلاح.‏

ومن الطبيعي ان يقف السوريون كلهم ضد المجرمين الارهابيين القتلة وأن يكون الممتنع عن ادانة الجزار غير سوري لأنه في هذه الحالة شريكه في الجريمة.‏

فكيف يدعي تمثيل السوريين من يشارك في ذبحهم؟! ألم يكن هؤلاء الشهداء الذين قتلوا ظلماً وغدراً سوريين! فأين من يدعي تمثيلهم؟! لا نطلب منه الدفاع عنهم بل ادانة قاتلهم فقط، حتى الأمم المتحدة ادانت المجزرة لكن هولاء لم يفعلوا ولا يجرؤون أن يفعلوا أبداً فالقاتل سيدهم ورب نعمتهم وولي امرهم وإلا كيف يصف سيدهم اولئك الارهابيين بالمعارضة المعتدلة ويتعهد باستمرار تسليحهم ودعمهم.‏

وفي نفس الوقت يعلن مواصلة دعم جهود الحل السياسي في سورية وحديثه هذا يشبه الحديث عن الدائرة المربعة حديث مضحك ومثير للسخرية فمأساة حقيقية ان تظن ان العالم غربي كله وانت الوحيد الذكي فيه وفي الحقيقة هناك تشابه بل تطابق حقيقي بين السيد الصهيوني الاميركي وعبيده المرتزقة فهم يدعون تمثيل السوريين ويمتنعون عن ادانة قتلتهم الارهابيين حتى لفظياً فأين تصرف شيكات ادعاءاتهم تمثيل السوريين التي يوزعونها على وسائل الاعلام السوداء والحمراء والصفراء؟‏

السوريون يعلمون انها تصرف في بنوك الخيانة والعمالة والسفادة والنذالة التي افتتحها لهم مشغولهم في عواصم العهر الاستعماري الصهيوني وعلى بوابات قصدور الحقد الوهابي الاردوغاني المظلم فقد اختار هؤلاء معادلة مستحيلة الحل فكيف يكونون مع الشعب السوري ومع اعدائه وقاتليه في آن واحد؟! انها نفس المعادلة التي اختارها سيدهم فهو يريد مساعدة الشعب السوري ودعم الجهود السياسية لحل الازمة وفي نفس الوقت يريد تسليح اعداء الشعب السوري وجزاريه إنها ذات المعادلة المستحيلة الحل وهنا تكمن المأساة الحقيقية لاعضاء وفد الائتلاف، فالاميركي الذي يعتمد ديمقراطية حاملات الطائرات والصواريخ والقنابل من الطبيعي ان يعتبر ان تشجيع الحل السلمي في سورية يقتضي دعم الارهابيين وامدادهم بالمزيد من العتاد والسلاح اما هؤلاء الخونة التعساء بامتناعهم عن ادانة الارهاب والمجازر حرموا انفسهم حتى من ابسط تأييد شعبي كان يمكن ان يشكل غطاء حتى ولو كان (غلالة رقص) تمكنهم من الاستمرار بالمناورة والمداورة والمتاجرة بأمن السوريين وارواحهم ودمائهم واعراضهم واموالهم تحقيقاً لحلم اسيادهم بشطب اسم سورية من على خارطة السياسة والتاريخ بل وحتى الجغرافيا.‏

لكن ذلك مجرد حلم لا اكثر ولو انهم يتعظون من دروس الماضي والحاضر لأفاقوا من سباتهم واوهامهم واحلامهم ولكنهم لا يتعظون ولا يعتبرون وعلى الاقل لو قاموا بجردة حساب لما انجزوه خلال السنوات الثلاث الماضية على الارض السورية لأيقنوا بأن سورية كانت ولا زالت العقدة التي يقف عندها المنشار الصهيو-اميركي عاجزاً عن التقدم فرغم الدماء والخراب والدمار والحصار مازالت الدولة السورية متماسكة قوية صلبة بقيادتها وشعبها وجيشها وبقيمها واصالتها ومبادئها وما زالت عصية على الاستسلام والركوع والخنوع تنازل الارهاب العالمي في واحدة من اشد موجات التاريخ ضراوة ووحشية وهمجية وقد شارفت على وضع اللبنات الاخيرة في صرح انتصارها العظيم وهذا ما لا يريد سادة الارهابيين ان يروه او يعترفوا به.‏

فالولايات المتحدة ورغم هزائمها الكثيرة فهي لا تعترف بالهزيمة ولا بانتصار الاخر لذلك فهي تكابر حتى الآن وتفتش عن اوهام واحلام بانتصارات مأمولة لعصاباتها ومجرميها ومرتزقتها ومن خلفها الحاضنون والممولون والمطبلون والمهللون املاً بتحقيق اي انجاز يتيح لها الخروج الآمن من دائرة النار التي اشعلتها ويحفظ بعضاً من ماء وجهها الذي تظن أنه ما زال فيه أثر له، اما أولئك الذين يفاوضون نيابة عن الارهابيين والذين يعلم الجميع بأنهم اقل السوريين دراية بما يجري في سورية وانه لا يوجد في تاريخ سورية من يماثلهم خيانة وعمالة ولهاثاً، فقد اصابتهم حظيرة العهر الصهيو- وهابي التي يرتعون فيها بآفة الحقد وداء الكذب وطاعون النفاق وسوف تفتك بهم امراضهم عما قريب يوم تطهر احذية ابطال الجيش العربي السوري ارض سورية من طاعون الارهاب الوهابي العالمي الخطير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية