منزل ذوي الشهيد علي عون ربما تعطي انطباعاً عن تأثير الطبيعة بنفسية الإنسان.. فالانسان ابن بيئته.. والبيئة ليست اجتماعية فقط بل أيضاً جغرافية .. فالجغرافية تؤثر في التشكيل النفسي للإنسان.. وكان ذلك واضحاً في هذه الأسرة، حيث الطيبة ورقة المشاعر.. ربما بسبب الخضرة والأشجار والنهر.. وحيث الشموخ والعنفوان والرفعة والكبرياء.. ربما بسبب الجبال المحيطة..
والد الشهيد السيد عبدو عون الذي لم تفارق الابتسامة وجهه قال: «الله أعطى.. وهو أخذ.. الموت حق.. والشهادة أشرف أنواع الموت».. «لقد خدمت في الجيش العربي السوري ما يقارب ثلاثين عاماً .. وأنا مستعد الآن للعودة إلى صفوف هذا الجيش العربي العظيم لحماية حدود الوطن وترابه المقدس».
«لايحمي الوطن إلا أبناؤه الشجعان والشرفاء .. نحن نؤمن بالشهادة كقيمة من أعلى القيم ونرجو الله أن يتقبل ولدنا علي شهيداً مع الشهداء والصديقين»
والدة الشهيد السيدة سميرة محفوض قالت: كان علي من أطيب الشباب.. لم أسمع.. ولم أر عن ولد مطيع لوالديه مثل علي .. استشهد وعمره عشرون عاماً وبضعة أشهر.. لم يقل لي أو لوالده «لا» في أي يوم من الأيام.
وأكدت وعيناها تحدقان في صورته المعلقة في صالون المنزل أخبرني - عبر التلفون - قبل استشهاده بشهر أن عمه أحمد ( استشهد قبله بحوالي ستة أشهر) قد جاءه في المنام وجلسا معاً.. وعندما قام ولدي ليغادر قال له عمه لا تتأخر.. أنا أنتظرك لتذهب معي وكنت أقول له: سأخطب لك العروس التي تريدها بعد أن تنهي خدمة العلم.. لكنه جاءني عريساً مضرجاً بدمائه .. ملفوفاً بالعلم العربي السوري.
وقالت: ولدي شهيد عند ربه وأهله ووطنه .. أما قاتلوه فهم مجرمون ملعونون في الدنيا من أبناء الوطن الشرفاء وفي الآخرة لهم القصاص الذي يستحقون.
والشهيد علي عبدو عون من مواليد 10/12/1991 نيصاف.. واستشهد بتاريخ 24/3/2012 في مدينة ادلب قبل انتهاء مدة خدمته الإلزامية بأيام قليلة، له أخ أكبر منه اسمه يونان وأختان هما (أثينا - سوسن).