تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الذرائع الأميركية في حروب الامبريالية

شؤون سياسية
الأثنين 30-4-2012
منير الموسى

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية من آسيا ثم إلى أنحاء العالم قام متطرفون سياسيون ومنظمات تتاجر بالمخدرات مرتبطون بالاستخبارات الغربية بإنجاز تفكيك البلقان!! فبينما كان الإعلام مهووساً بثوب مونيكا لوينسكي الأزرق كان تفكيك يوغسلافيا على أشده

ومنح الغرب جوازات سفر والأسلحة لآلاف الأفغان العرب لللدخول إلى هناك، كما يجري الآن في سورية وليبيا، وهذا هو «التثليث» الذي اخترعه ديك موريس، مستشار بيل كلينتون، وتعني اكتشاف النقطة المناسبة بين مواقع متقابلة مؤيدة ومواقع معادية «متطرفة» في المعسكر الآخر لمهاجمة العالم، بجهاديين سلفيين في شكل جيش ظل للاستخبارات الأميركية تحول إلى تنظيم القاعدة في المنطقة، ودمروا يوغسلافيا.‏

ومنذ 1980 كانت الذرائع من أجل التدخل العسكري الانتشار النووي ثم الإرهاب واليوم على لسان وزير المالية الأميركي تضاف العلاقة مع شبكات عالمية للمخدرات لـ»تغيير الأنظمة». لذا غدا بحسب الكاتب مفيداً تفحص التاريخ الحديث بين دوائر الاستخبارات وتجارة المخدرات وأسلوب الغزل بينهما في تطوير الأهداف الجيوسياسية الكبرى للولايات المتحدة. والآن يتهمون إيران بتسهيل تجارة المخدرات في أفغانستان!! علما أن تجارة المخدرات وزراعتها في أفغانستان منذ احتلالها عام 2001 تضاعف فيها إنتاج الأفيون والهيروين مرات عديدة.‏

والسلطات الإيرانية ترثي لتصاعد هذا الإنتاج وتحذر من تداعياته هي وروسيا وتتهمان الولايات المتحدة بإغماض عيونها، واعتبر بعض المحللين الروس أن هذه التجارة تعد اعتداء غير مباشر على روسيا و حرب أفيون جديدة. حتى إن الصحافة الروسية اتهمت قوات الأطلسي بالتورط مباشرة في تجارة المخدرات وزعمت أن معظم الإنتاج من المخدرات ينقل على متن طائرات أميركية. وقال سفير بريطانيا الأسبق أوزبكستان أن أربعة من تجار الهيروين هم أعضاء كبار في الحكومة الأفغانية وجنودنا يموتون وهم يحمونهم.‏

وكشفت وكالة ناركو نيوز في كانون الأول الماضي في سياق قضية في شيكاغو أن المدعين الفيدراليين جهدوا في وأد أدلة تفيد بأن وكالات حكومية ولاسيما السي آي إيه وهيئة مكافحة المخدرات «عقدت اتفاقا مع الكارتل المكسيكي «سينالوا» يمنحهم الحصانة مقابل معلومات تتعلق بالمنظمات الأخرى المتاجرة بالمخدرات.‏

وتوم بورغاردت باحث عسكري يعيش في سان فرانسيسكو مؤلف «الاضطهاد العظيم في القرن الحادي والعشرين وشارك في كتاب « الأزمة المالية العالمية ومن مقالاته «ما يلزم لشن حرب جديدة». وفيها يبين ذريعة من مئات الذرائع التي تشن بها أميركا الحروب، فبينما عيون إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما الأطلسيين على النفط الإيراني، طرح الإعلام الغربي مئات المقالات للترويج للحرب.‏

فعصابات الكونترا، التي قتلت في الثمانينيات عشرات آلاف النيكاراغويين لحساب أميركا تزودت بأطنان من الكوكايين زمان رونالد ريغان، في ما يسمى حروب الظل، وكان الكوكايين ضرورياً لتطوير كارتل ميدلين في بداية الثمانينيات. وكانت السي آي إيه قد ابتدعت شركات وهمية ذات علاقة بتجارة المخدرات مثل مجموعة شعوب آسيا المناهضة للشيوعية في تايبيه. ويذكر غاردت أن تجارة المخدرات تضاعفت خمس مرات بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت واشنطن ترسل السلاح للمجموعات الصينية في شرق بيرمانيا حتى وصل إلى 400 طن سنويا ثم تضاعف بعد التحالف بين السي آي إيه وكويو مين تانغ في جنوب شرق آسيا.‏

ويتحدث الباحث عن زمرة مجرمي الحرب والعملاء النازيين الفارين بعد الحرب العالمية الثانية من أمثال ياروسلاف ستيتشكو الذي قام هو وعصبته بالاتجار بالمخدرات في بلدان الغرب وساعد نظام غارسيا ميزا في الأرجنتين في المجازر ضد اليسار الأرجنتيني السي آي إيه واستخبارات حلف الأطلسي وعصابات فاري الحرب النازيين وساهموا في تصدير الإرهاب إلى أميركا الوسطى، كما ساهم كارتل ميدلين في القضاء على الشيوعية في أميركا اللاتينية بمساعدة مافيا المخدرات وخاصة في كولومبيا مثلما فعلت في آسيا مجموعة شعوب آسيا المناهضة للشيوعية في تايبيه. وقد كتب الصحفي بيل كونروي أن العملاء الأميركيين المكلفين مكافحة المخدرات كانوا متورطين في غسل أموال المخدرات في كولومبيا ويدعمون فرق الموت شبه العسكرية فيها. وهذا يفسر طبيعة الاستراتيجيات الفاسدة الرسمية للولايات المتحدة في العقود الماضية وقد دفن كلينتون التحقيقات بشأن هذا الفساد بعد أن نقل باري سيل بالطائرات كميات كبيرة من المخدرات إلى مطار مينا لحساب كارتل ميدلين وكان الهدف منه تمويل عصابات الكونترا في نيغاراغوا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية