تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الموجه التربوي.. حلقة الاتصال الفاعلة...

مجتمع
الأثنين 30-4-2012
ابتسام هيفا

التوجيه التربوي هو عملية تعاون مستمرة قائمة على أسس الإرشاد والتنسيق والتقويم وتقديم الدعم الفني المهني . تتم بين الموجه والمعلم , بهدف رفع مستوى أداء المعلم لتحسين عملية التعلم لتحقيق اكبر قدر من العائد التربوي المنشود

وهذا يتطلب عملا جماعيا يضم الموجه والمعلم والمدير وأولياء الأمور وكل المعنيين بالعملية التربوية ..‏

والإشراف التربوي يهدف إلى غاية أساسية تتمثل في حسن استثمار وتوظيف الإمكانات المتاحة في المدرسة التي تخدم عملية تنفيذ المنهاج والخطط المنبثقة من البرامج التطويرية المستحدثة . من هنا نبعت أهمية الإشراف التربوي بدءاً من سلطته ومهامه والأدوار التي بمجملها تسعى إلى تحسين عملية التعليم ، تلك السلطة التي تعتمد أساسا على الثقة . والحوار المتبادل ..‏

ويسعى الإشراف التربوي في مجمله إلى تحقيق جودة التعليم وتحسين نوعيته كونه من العمليات التربوية المصاحبة لعملية التعليم والتعلم فيسعى من خلال أدواره والمهام الموكلة له إلى غاية أساسية تتمثل في تحقيق جودة التعلم وتحسين نوعيته، إلى جانب كونه حلقة اتصال فاعلة بين المدرسة والأجهزة الإدارية والفنية في مديريات التربية ووزارة التربية والتعلم.. وبين المدرسة وأولياء أمور الطلاب..‏

التوجيه التربوي..‏

كلنا يعرف أن مهمة الموجه التربوي لا تقتصر على تنظيم صفوف الطلاب وضبطهم سواء في الباحة أو في الصف .. أو القيام بتسليم العلامات.. بل دوره أكبر من ذلك بكثير فمن ضمن مهامه التي يقوم بها مسؤوليته عن تنشئة وتربية الجيل الذي هو مستقبل الوطن.. وعليه معرفة مستويات وقدرات طلابه والمهارات المتوفرة لديهم واكتشاف مواهبهم وتوجيههم حسب إمكاناتهم , ويعتبر صلة الوصل بين المدرسة والأهل كونه العالم بطلابه ..وكلنا يعرف التأثير الذي يتركه على عقول الطلبة وعلى شخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة.. كما يتوجب عليه غرس القيم والأخلاق لدى هذا الجيل ولا سيما في عصرنا الراهن .. عصر العولمة واجتياح الفضائيات والبرامج عديمة الفائدة الموجهة إلى أبنائنا والتي تؤثر سلبا على هذا الجيل وتجعله يهوى التقليد الأعمى.. والأهم من ذلك يتوجب على الموجه التربوي غرس حب الوطن في نفوس الطلاب لأن المدرسة هي المعلم الأول بكيفية عشق الوطن .. وهي من يعلم مفردات هذا العشق..‏

بين الأمس واليوم ..‏

اليوم نرى أن هذا المفهوم اختلف إلى حد ما وحسب ما يقول أولادنا في المدرسة إذا كان لديهم حصة فراغ نادرا ما تدخل الموجهة غرفة الصف وتبقى مع الطلاب تتحدث معهم بعكس ما كان يحصل عندما كنا طلاباً في المدرسة كانت الموجهة في المناسبات الوطنية تدخل إلى الصف وتخصص خمس دقائق للحديث عن المناسبة .. وكانت تكلفنا بكتابة أبيات الشعر لقراءتها عبر الإذاعة المدرسية على مسمع الطلاب جميعا ووضع الأغاني الوطنية إلى حد يشبه العرس الوطني.. لكن حسبما نرى في يومنا هذا فإن كثيراً من الطلاب يعطلون في بعض المناسبات ولا يعرفون ما هو سبب العطلة.. واليوم نجد أن هذا الدور غائب في مدارسنا وهنا نتساءل هل هذه المسألة بحاجة إلى قرار من التربية ؟.. أم مسألة اجتهاد شخصي!.‏

من خلال ذلك نستطيع القول: إن الموجه يجب أن يكون بمثابة المعلم الحازم للطفل والمرشد الذي يوجهه إلى الاجتهاد والخلق الحسن والسلوك الاجتماعي الصحيح والأخ الأكبر الذي يهيئ لإخوانه الصغار الجو المناسب الذي يميلون إليه ،وعليه أن يعيش معهم فيه ويظهر أمامهم على طبيعته من غير تكلف أو كبرياء ، ومن واجبه كذلك أن يكون معيناً لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والتغلب على الصعاب ، بهذا فقط يستطيع أن يكسب ثقة تلاميذه وحبهم له، ويستطيع أن يؤثر في نفوسهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم وخير الإنسانية فكم من معلم محبوب أثر في تلاميذه أكبر الأثر فجعلهم يشغفون بأقل الأشياء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية