تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مــــــن عــــــرش الشــــــموس

مجتمع
الأثنين 30-4-2012
كلوديا حسن

إلى أم الشهيد.. ...........

أمي الحبيبة بعد التحية‏

أتشعرين بي؟ أنا اشعر بك............ انا أمسح دمعك بيدي‏

حبيبة عمري أمي لا تبكيني لا تبكي ابناً بين يدي الله‏

حبيبة الروح .................‏

لم أكن اشعر بما يعتريك من شجون عندما كنت تتحدثين عن طفولتي عندما كانت عيونك تتحدث بفرح عن أول صرخة سمعتها مني بعد ولادتي، أتذكرين تلك الفرحة التي شعرت بها آنذاك؟‏

أمي الحبيبة أنا اليوم ميلادي ‏

أتعرفين؟؟ ........ أنا اشعر بك وكأني معك احدث فيك صمت الألم, أرجوك سامحيني تجتاحني كلمات الحب والاشتياق ولكنها اضعف من جبروت صمتي ومع ذلك دعي ثيابي التي تشتمين رائحتي فيها في كل يوم مر بعد استشهادي‏

فأنا هنا معك‏

اعرف أنك مشتاقة لي مشتاقة لأن تكوي لي ثيابي وتتباهي بشبابي أمام جاراتك وأخواتك‏

مشتاقة لأن تركعي لله شاكرة له على وجودي‏

لا....... لماذا عدت للبكاء حبيبة الروح؟ أرجوك كفى‏

أمي لا اعرف كيف سأشعرك بوجودي ترى ماذا افعل ؟‏

لم اعد استطيع أن أعبر في هذه الحياة عن وجودي فبعد استشهادي وصلت إلى قمة التعبير أنني كنت موجوداً في هذه الحياة ولم يعد من الممكن أن يراني بشر ولا حتى أن ألمس حجراً‏

ومع ذلك ..فلتفرحي. أنا في رحاب الله‏

حبيبتي أغمضي عينيك وعانقي وسادتي المبللة من طهر دمعك ودعي النوم يحملك إلى عالم الإنسانية الحقيقية إلى عالم الروح المشتاقة سترينني حبيبتي......................‏

الأم: ابني حبيبي أنت معي أنت هنا تعال إلى قلبي أأأأأأأأأأأأأااه ياروحي يا أمي أنت عايش قالولي أنك استشهدت‏

ربما هذا حلم.... يارب يكون حلم........ يارب تكون عايش‏

الشهيد: أمي ماذا رأيت أخبريني؟‏

الأم رأيتهم يلفون جسدك بالعلم رأيت والدك ورأسه مرفوع وقلبه أدماه الألم شممت رائحتك وكانت كعبق الحبق الذي تقطفه لي مع كل صباح فيروزي اللون والأثير‏

الشهيد: أكملي أشتاق لتلك اللحظة وأراها في عينيك تتجدد فأحياها‏

رأيت خطيبتك تدنو من يدي وتقبلها وتترجاني أن أصفعها لتستيقظ وأن أخبرها أن العرس قريب بعد أن تنهي خدمتك للعلم‏

آه لذلك الحلم ولما عشته فيه من ألم‏

الشهيد: يدنو من رأس أمه ويقبله قبلة يختصر فيها عمراً من الزمن ويرفع رأسها عالياً‏

أمي أنا لم أمت أنا حي وارزق في رحاب الخالق الوهاب الذي وهبك أيان ووهبني الشهادة تحت لواء العلم‏

الأم: ولكنك معي أنا أشعر بك أحدثك أشتم أنفاسك بشغف الأمومة‏

الشهيد: أمي أنا معك أنا ما زالت روحي التي نادتها سماء سورية تحلق فوق ترابها فلا تنسي أنا سوري والسوري الحقيقي لايقتل برصاصة، أو بالأحرى إن اخترقت جسده فلن تجرؤ على أن تدخل حرمة روحه الطاهرة.‏

أنت رأيت العلم ملفوفاً على جسدي ولكنك لم تريني أحلق بروحي وأنا أحمله فوق طهر هذه الأرض‏

أمي ارفعي رأسك أنا الشهيد..... أتعرفين أجمل مافي حلمك أنك لا تبكيني المسي وجهي وانظري الي‏

وأخبري حبيبتي أن العرس قريب وقريب جداً وعرس سورية أبدي....................‏

وان أردت أن تعرفي أين أنا .. ليس عليك إلا أن تفتحي المصحف الشريف وتقرئي الآية الكريمة التي تدلك على مكاني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)...................... الأم: الحمد لله‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية