تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اختبار جديد.. سورية وإيران

منوعات
الأثنين 30-4-2012
بقلم: محمد الفوال

بات من الواضح لأي مراقب محايد ومنصف أن الجماعات المسلحة في سورية لا تريد ديمقراطية ولا حرية ولا حلاً سياسياً وأنها تنفذ مخططاً مرسوماً لها بدقة،

تنفذه دون وعي ودون رؤية سياسية واضحة ومحددة الأهداف والدليل رفضها التام للمشاركة في أي حوار وطني أو مبادرات الحل السياسي وتوزيعها الاتهامات على كل من يتبناها تساعدها في ذلك فضائيات تسوق لها تطرفها وعواصم تساندها وتدفعها إلى مزيد من التشدد وتدعوها صراحة إلى مواصلة أعمال العنف وارتكاب الجرائم ضد المدنيين، ورغم فشل هذه الجماعات على الأرض وعدم اكتساب التعاطف من أي شرائح شعبية غير أنها ما زالت مصرة على معاقبة الرافضين لها بالقيام بأعمال إجرامية داخل التجمعات السكانية لترويع الآمنين باستخدام السيارات المفخخة وزرع المتفجرات أو كما حدث في حي الميدان بدمشق الجمعة الأول من أمس بتفجير إرهابي بحزام ناسف لدى خروج المصلين من صلاة الجمعة وهي أعمال إجرامية مرفوضة تحرمها الأديان والقوانين الدولية ويجب أن تلقى الإدانة الكاملة. ولكن للأسف هناك صمت عربي ودولي يصل إلى حد الريبة بل والتآمر ويؤكد عدم مصداقية وجدية المجتمع الدولي في محاربته للإرهاب وتنديده بها.‏

هذه الجماعات وقيادتها المتناحرة والمبعثرة في الخارج لم تلتزم بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان ولم تنفذ بنداً واحداً من بنودها الستة، خرقت اتفاق وقف إطلاق النار وواصلت اقتراف جرائمها منذ سريانه قبل نحو ثلاثة أسابيع رغم سحب السلطات السورية أسلحتها الثقيلة من المدن وأصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما لم تجد الملايين تخرج للشوارع والميادين تأييداً لها بعد بدء تطبيق الهدنة كما كانت تعول وكما كانت تراهن أو تتوهم أن وجود المدرعات يمنع أو يخيف الناس من تنظيم التظاهرات فلجأت إلى تكثيف عملياتها الانتقامية للتغطية على انقضاض من كان يتعاطف معها في بداية الأحداث ويتصور أنها تسعى إلى إصلاحات سياسية حقيقية وربما تتصور خطأ أنها تستطيع عرقلة أول انتخابات لمجلس الشعب بعد حزمة الإصلاحات السياسة الواسعة وبعد إقرار الدستور الجديد ويشارك فيها 9 أحزاب جديدة إلى جانب 7 أحزاب كانت قائمة بالفعل ويعول عليها الجميع في الانتقال إلى واقع سياسي جديد ومستقل تنتظره الأجيال الشابة.‏

ورغم كل هذه الحقائق الواضحة على الأرض إلا أن بعض العرب ما زالوا يراهنون على التدخل الخارجي ويعقدون الاجتماعات التي لا طائل من ورائها ولا تساوي الملايين التي تتفق على تنظيمها للتسويق للحل العسكري رغم التراجع الكبير عنه في كثير من العواصم التي كانت تدعو له.‏

إيران دولة محورية في المنطقة ويجب التعامل معها على هذا الأساس والأرضية المشتركة معها ولا يصح أن تظل العلاقات معها مقطوعة للآن رغم سقوط النظام الفاسد الذي كان يتخذ المواقف منها ليس على أساس المصالح الوطنية وإنما بأوامر من أصدقائه وحلفائه في الكيان الصهيوني ومن أميركا وبعد الثورة لا يجب أن يظل هذا الوضع المعكوس قائماً.‏

عن صحيفة الجمهورية - مصر‏

saaws sa@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية