تجتاحهُ في كلِّ ليل ٍ كي تنالَ من الجبينْ
وجبينكَ المنسوجُ من صخر ٍ ونار ٍ صامدٌ
ما لانَ يوما ً ... لا ... ولا يوما ً يلينْ
تبكي دموعا ً كالسيول ِ محاولا ً ذبحَ الأنينْ
كمْ كنتَ تحلمُ أنْ تعيشَ بلا أنينْ ...؟
ولكمْ وددْتَ بأنْ يعيشَ الناسُ طرَّا ً في ظلال ِ الياسمينْ ...؟
ولكم رجوتَ بأنْ تُسجَّلَ آهُ قلبكَ في سجلِّ الخالدينْ ...؟
وتآمرَ المتكبّرونَ على ثراكَ لعلهمْ ...
يتجاهلونَ بأنَّهمْ للغوطة ِالغنّاء ِكانوا عاشقينْ
وبأرضكَ الشمَّاء ِ كانوا هائمينْ
جحدوا ابتسامات ِ الوجوه ِ مُرحِّبينَ ... مُهللينْ
حلفوا بأنْ تبقى العروبة ُ في دمشقَ ...
وليتهمْ لم يحلفوا .. فاليومَ يُحنثُ باليمينْ
وبسرعة ٍ إذ ْ قيلَ فيكَ الشرُّ من أعدائكَ المتحاملينْ
تراهُمُ لبسوا ثيابَ العُهر ِ والأحقاد ِ واصطفوا معَ المُتقوّلينْ
ولأنَّ داهية َ الزمان ِ عظيمة ٌ ... قدْ بُحَّ صوتُ الصائحينْ
وبعدَ أنْ كانتْ صباحة ُ وجهكَ الميمون ِ
حاضنة ً ومُسعدة ً لكلِّ السائلينْ
من أجل ِ داحسَ أشعلتْ بينَ الأهالي أربعينْ
وبعدُ من أجل ِ البسوس ِ توقدتْ نارُ العداوة ِ ... نارُها لا تسْتكينْ
أولئكَ الأعرابُ يا ويحي أنا ...
لبسوا الخنوعَ عباءة ً ...
جعلوا من البيت ِ المُقدَّس ِ حانة ً ...
فيها القيانُ السُمرُ تقتاتُ الرذيلة َ من أكفِّ الحاقدينْ
فيها القيانُ الشقرُ تسكبُ خمرة َ الذلِّ المُهينْ
قتلوكَ ...؟ لا ... لم يقتلوكَ ... وإنّما قتلوا الشرفْ
وتنافسوا مَنْ منهُمُ حصدَ الجوائزَ بالنذالة ِ والوقاحة ِ والصَلفْ
قتلوكَ ...؟ لا ... لنْ يقتلوكَ ... فلا تخفْ
ستظلُّ يا وطني عصيَّا ً سيِّدا ً
ستظلُّ ترياقَ العروبة ِ رغمَ أنف ِ العابثينْ
ستظلُّ ترياقَ العروبة ِ رغمَ أنف ِ الماكرينْ