تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هؤلاء نبض المجتمع

مجتمع
الأثنين 12-7-2010م
غصون سليمان

يتبارون لتقديم الأفضل سواعد شابة وإرادة قوية وعزيمة لا تلين أرادوا أن يجسدوا شعار سورية أمانتنا فعلاً حقيقياً على الأرض هكذا هم طلبة وشباب سورية في المقدمة على الدوام حين الحاجة والفعل

فهؤلاء أبدعوا خلال السنوات الأخيرة عبر مخيماتهم الجوالة.. دخلوا البيوت والمنازل وكانوا أصدقاء التلاميذ وهم يعانقونهم ويقبلونهم مع تقديم اللباس والحقيبة المدرسية ولوازمها، كما لم تنسهم الحدائق والشوارع والمدارس التي قاموا بتأهيلها في قرى وبلدات الريف السوري على مستوى جميع المحافظات، وهكذا فقد أصبحت المخيمات الجوالة جزءاً لا يتجزأ من أنشطة الصيف والأعمال التطوعية التي تنتظرها قرانا النائية بين عام آخر ولا نبالغ في ذلك القول ولاسيما بعد النتائج الايجابية والطيبة التي حققها الاتحاد الوطني لطلبة سورية وهو يزرع البسمة والأمل في نسيج المجتمع الغني بأهله وناسه ومقدراته ما جعل هذا الفعل بصمة وأثراً واضحاً نتباهى به أمام الآخرين، ففي هذه المساحة نسلط الضوء على أهمية العمل الذي يقوم به الطلبة والشباب في ريف القدموس وهذه المرة كانت الحصة من نصيب قرية الدي الوادعة بجوار القدموس فمن بين وديانها وسهولها تطل ألبسة موحدة تحمل على صدورها وسام (سورية أمانتنا) تبحث عن نفسك وتحاول أن تزيل في عمق النظرة ماذا ستقول.. عندما ترى الغيم يصافح جبلا أخضر.‏

قالها أحدهم وهو يحمل فرشاة الدهان ليلون أحجار الرصيف التي تربط مداخل القرية وفي نفسه وقلبه ذكريات وطن عنوانه (سورية أمانتنا) أتمنى أن يطول المخيم ونبقى فترة أطول فلا شيء أجمل من هذا المكان الساحر سوى تفاعل الأهالي ومحبتهم مؤخراً أطلوا على المخيم يحملون على الأكتف أكياس الطحين والحطب والصاج.‏

اجتمع الجميع حول موقدة النار وراحت أم زهير تعجن بكلتا بديها وتخبز (السيالة) الأكلة الشعبية هنا في قرية الدي لم يجدوا ما يقدمونه لنا سوى الحب والوفاء والشكر، نعم كانت قطع الخبز المفروش على الصاج تخبز معها قطرة حبهم لنا وكانت نظراتهم تتراقص من كل حدب وصوب لتقديم الضيافة للجميع تقول أم زهير: إن فرحتي كبيرة عندما رأيت أحفادي يحملون الحقائب المدرسية على ظهورهم فرحين بما قدمه لهم طلبة المخيم التطوعي نعم اجتمعت مع الجيران وقررنا أن نقدم لهم السيالة ليذكروا حب أهل الدي لهم أنها تراثنا الذي نضعه بين أيديهم أي شيء أجمل وأنت ترى (السيالة) تتوزع على الطلبة من يد أم علي وعبارات الشكر والحب والعرفان تتراكم على أطبقة القش .‏

بعدها بقليل أطلت فرقة الفلكلور الشعبي التي أنشئت في القرية وهي نشاط اجتماعي يحيي حفلات الأعراس في المنطقة لتقدم أيضا شيئاً للطلبة المتطوعين في المخيم التم الفرح وتشابكت الأيدي وتفاعل الجميع مع الأغاني والموسيقا في جو لا يمكن أن تمسحه الذاكرة أويزول من البال، هذه هي امتدادات التطوع عندما يكون من نفوس طيبة تحمل على صدورها وقلوبها وكتبت على السماء.‏

(سورية أمانتنا)‏

الطالب مصطفى سمارة أدب عربي سنة ثالثة قال وهو يحمل قطع الحجارة بيده أن التعب يزول والعرق يذهب وأنت ترى حماس الجميع واندفاعهم تجاه التسابق لرسم لوحة جميلة اسمها سورية أمانتنا وهذا ما يسهم في زرع ثقافة التطوع وخاصة نحن نزرع معا بيدينا الورود والنباتات في الحديقة.‏

الطالبة ربا شحيدة من مدرسة التمريض سنة أولى تقول: إني أشعر بالفرح وأنا أقوم بترميم الحديقة وأعمل في جمع الحجارة وتنظيف البحرة وأهم من هذا كله هو التعاون مع الآخرين وتشجيع المبادرات والعمل الجماعي وهو انتماء نعتز به كطلبة.‏

أما لينا الشريف طالبة هندسة زراعة فقالت: إني أشعر بالسعادة وأنا أزرع البسمة على وجه الأطفال ومساعدة الآخرين ولعلي سعيدة أكثر وأنا أمارس اختصاصي الزراعي هنا في الحديقة وأعمال الزراعة التي تحتاجها وهذا هو هدف من أهداف العمل التطوعي وهو ربط الاختصاص بالعمل الميداني هكذا تتجسد الرغبة و المحبة إنتاجاً وعطاء خيراً وذكرى تحفظها الطبيعة والأجيال القادمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية