تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من مكتبة الجولان.. التراث الشعبي..المجوز.. الربابة .. الغناء

الجولان في القلب
الأثنين 12-7-2010م
يمن سليمان عباس

من مكتبة الجولان التي تزداد كل يوم ثراء وغنى وتنوعاً من خلال ما يقدمه الباحثون والدارسون والمبدعون نختار اليوم كتاباً جديداً صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وحمل عنوان (من التراث الشعبي في الجولان).

وهو من تأليف محمد خالد رمضان وعبد الله الذياب الحسين .‏

أهمية خاصة‏

يقول الباحثان في مقدمة الكتاب حول جمع تراث الجولان:‏

وجمع تراث الجولان الشعبي له أهمية خالصة لظروف الجولان الخاصة وظروف أهله فالقسم الأكبر من الجولان مازال تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.‏

ولا يخفى ما للنزوح من أثر سلبي على التراث الشعبي والإنسان أولاً لطول المدة والبعد الزمني عن المكان، فالنزوح حصل عام 1967 وخلال ذلك مات الكثيرون من كبار السن من الرجال والنساء، واكتسب الباقون عادات وقيماً جديدة وضعفت ذاكرة الذين ظلوا على قيد الحياة، لذا فالواجب يهيب بنا السرعة في العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وجمعه وتحليله، فالمخزن الذي هو الإنسان يكاد ينضب ونعتقد أن الغيورين كثر والواعين لهذه القضية قضية التراث والوطن لاتنقصهم الخبرة والممارسة، وهناك بعض البشائر تظهر على الوجود وبعض الدارسين والباحثين قد بدؤوا بالعمل.‏

الكتاب‏

يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع الكبير ويتناول مجموعة عناوين هامة مثل : الآلات الموسيقية التراثية والرقص الشعبي في الجولان - أغاني العمل - الأمثال الشعبية في الجولان- المعتقدات الشعبية - الحكايات الشعبية في الجولان.‏

ومن الباب الثالث المعنون بالآلات الموسيقية التراثية نقف عند آلة هامة هي المجوز يقول عنها: المجوز من الآلات الموسيقية النفخية التي فاقت شهرتها على جميع الآلات الموسيقية الأخرى في الجولان، وأن المجوز معروف في البلدان المجاورة بأسماء منها الزمر - المطبق - المطبج.‏

إن العزف على آلة المجوز يثير حالة من الطرب لدى الإنسان الريفي والبدوي على حد سواء، اذ لا يمكن لأي آلة موسيقية أخرى أن تثيرها، فهو يدغدغ الوجدان، وعازف المجوز يكون محبوباً لدى النساء وهناك حكايات طريفة يرويها بعض عازفي المجوز تبين مدى تعلق النساء وإعجابهن بهذه الآلة وعازفيها.‏

ويعود الفضل في المحافظة على آلة المجوز وغيرها من الآلات الموسيقية التراثية - للرعاة لأنهم أكثر الناس اهتماماً بها، فهم يقضون طوال النهار في المشي المستمر ولا يجدون ما يخفف عنهم معاناة التعب إلا الموسيقا والغناء، ومعروف عن الرعاة أنهم يسوقون أغنامهم بطريقة عجيبة على آلاتهم الموسيقية وكل قطيع من الماشية يستجيب لعزف راعيه فقط، فلو اجتمع راعيان واختلطت أغنامهما ثم أراد كل منهما أن يسوق أغنامه فما عليه إلا أن يبتعد عن الأغنام وهو يعزف على آلته الموسيقية فتتبعه أغنامه التي تتنحى عن القطيع المختلط.‏

الغناء‏

ويقف الباحثان عند أنواع الغناء في الجولان إذ يتحدثان عنه بالتفصيل، ونشير هنا الى بعض ماجاء حول غناء البدو ولاسيما غناء السمر يقولان:‏

يجتمع البدو في سهراتهم العادية التي تبدأ بالحكايات ومن ثم إنشاد الشعر الى أن يأتي دور شاعر الربابة (وتر الصحراء الخالد) ليتحف المتسامرين بعزفه وغنائه وهو يتمايل مع الإيقاع ومن حوله المتسامرون المفعمة أرواحهم بروعة الألحان يثنون على العازف ويحيونه ويطلبون المزيد من العزف والغناء، وبعد أن تنتهي حصة الطرب يتسامرون قليلاً ثم يذهب كل واحد منهم الى بيته بعد أن شحن نفسه بطاقة من الحيوية لاستقبال نهار جميل، ومن غنائهم هذه القصيدة التي تضعنا أمام مشهد ينبض بالحركة في يوم ربيعي جميل على صفحة من أودية الجولان ( وادي المسك) بل نكاد نشم رائحة اللحم المنبعثة من مناسف الكرم.‏

حطيت وادلهم وما كنت سراح‏

وهب النسيم وقال: ياذياب بطاح‏

لديت صوب العزية ومن فوق صياح‏

ثاري صبية ادافع الموت برماح‏

هميت يمها وصوتها تقول ذباح‏

ينخز عظامي واجيتها عالريح سباح‏

الحكاية الشعبية‏

الحكاية الشعبية بالجولان واحدة من الحكايات الشعبية الإنسانية التي ساهمت في مراحل التطور الفكري واللغوي لدى الإنسان الهدف منها الترويح عن النفس الظمأى إلى الحرية إلى ترك الهموم جانباً كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وهدفت الحكاية الشعبية الى إشاعة الفضيلة والأخلاق لدى بني البشر من خلال الرموز التي تحملها لتكون صورة واضحة عن مراحل تطور الإنسان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية