تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا أُسست بريكس ؟

Mondialisation
دراسات
الثلاثاء3-9-2019
بقلم: بيبي اسكوبار-ترجمة: سراب الأسمر

خلال مقابلة حصرية استغرقت أكثر من ساعتين في سجن كوريتيبا جنوب البرازيل يظهر فيها الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دي سيلفا للمرة الأولى بعد ٥٠٠ يوم من الاحتجاز (بتهمة الرشوة وغسل الأموال) جرأة وقوة موجهاً رسالة واضحة للعالم .

رغم الهيجان الإعلامي المتواصل يستحيل العثور على رئيس دولة يمكنه التحدث مع الصحفيين بنفس هذا العمق الروحي الذي أبداه دي لولا، والتعليق على التطورات السياسية الحالية وقص روايات حول ما يجري خلف الكواليس في السلطة.‏

كان التركيز في الجزء الأول من هذه الأسئلة على علاقة البرازيل بدول البريكس. والبريكس هي مجموعة الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم وتضم البرازيل، روسيا، الهند والصين التي تشكلت عام ٢٠٠٦ ثم انضمت إليها جنوب افريقيا في اجتماعها السنوي عام ٢٠١٠.‏

وأوضح لولا في اللقاء أنه كان ينبغي أن تتقارب البرازيل مع الصين كما هو حال العلاقة بين روسيا والصين، وحدّد أولوياته في تأسيس البريكس: الاستقلال الاقتصادي وتوحيد مجموعة دول قادرة على ما أجمعت على تسميته أميركا الدول الأقل تقدماً. وأشار صراحة إلى مخاوف الولايات المتحدة من ظهور عملة جديدة.‏

حاول أوباما أن يحذر لولا بأن (الدولة العميقة) الأميركية لن تسمح لدول البريكس الاستثمار بقطع أجنبي غير الدولار الأميركي، وفي وقت لاحق لذلك نبّه الرئيس الروسي بوتين الرئيس البرازيلي ديلما قبل إقالته بأن البرازيل ستكون مستهدفة جداً، وفي النهاية تم إلقاء القبض على إدارة حزب العمال بأساليب حرب هجينة متطورة.‏

استولى الليبراليون المتشددون الجدد على واحد من أكبر الاقتصادات في العالم عمليا دون أي مقاومة، فقد أكد لولا خلال اللقاء شعوره بخيبة أمل كبيرة حيث كان يتوقع وقوف البريكس بشكل أقوى معه، فمن خلال روايته للأحداث بطريقته الفريدة المشابهة لأسلوب غارسيا ماركيز يمكننا تخيل ما حدث في الصين بسهولة وكيف أبدى قادتها احتراماً كبيراً لـ لولا، وصلة النقاش العالمي الحالي لما يحدث في منطقة الأمازون.‏

يقول لولا: (يجب على الصينييين تذكر أمراً واحداً، أن الكثير من البرازيليون غضبوا حين أكدتُ أن الصين اقتصاد سوق، لم يوافقني الأمر الكثير من أصدقائي لكنني قلت كلا، أريد أن يكون الصينيون على طاولة المفاوضات وليس خارجها، هل من اعتراض؟ دعوهم إلى داخل منظمة التجارة العالمية، وأعلم أن هيو جينتاو كان سعيداً جداً.‏

لقد أنجزنا أمراً آخر مع الصين وهو مؤتمر الأحزاب في إطار اتفاقية مع الأمم المتحدة حول التغير المناخي في كوبنهاغن عام ٢٠٠٩، وكان هناك عدة أسماء في المؤتمر تطالب التحدث كأنجيلا ميركل، ساركوزي، غوردون براون، أيضاً اتصل أوباما ولا اعرف لماذا كنت مهماً بالنسبة لهم إلى هذا الحد، وماذا يريدون؟ أرادوا أن نُجمِع أن الصين هي عامل التلويث الرئيسي على الأرض... أرادوا أن أتهم الصين، ثم عقدت سلسلة اجتماعات وقلت: أعرف أن الصين مصدر تلوث البيئة، لكن من يعوض عن التلوث التاريخي الذي قمتم به باستمرار قبل أن تبدأ الصين بذلك؟ أين هي لجنة التاريخ لتحليل التلوث عن الصناعات الإنكليزية؟)‏

بالنهاية يقول لولا أنه توجه إلى وزير خارجيته سيلسو مؤكدا له أن اللقاء سينتهي دون التوصل إلى اتفاق، وأنهم بالنهاية سيلومون البرازيل، الصين، الهند وروسيا، وأنه لابد من إيجاد حل لذلك، ثم اقترح على سيلسو دعوة الصينيون إلى اجتماع مماثل بين البرازيل، الصين، الهند وجنوب أفريقيا. ومثّل الصينيون في ذلك اللقاء رئيس الوزراء جياباو ولم يسمح الصينيون للألمان أو للأميركيون بالدخول، لكن بنهاية الاجتماع سمحوا لأوباما بالدخول وأراد الجلوس إلى جانب لولا وأخذ يتحدث حول الاتفاق، فيما المجتمعون أدلوا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق. ثم أبدى أحد المتفاوضين الصينيين غضبه وتفوه بكلمات مع إشارات عدوانية نحو أوباما لكن لم يترجمها أحد..‏

والواقع أنه خلال ذلك اللقاء اكتسبت البرازيل الكثير من المصداقية لأنها رفضت توجيه اللوم للصين، وخلال جلسة عامة حضرها أوباما وسركوزي ولولا، كان لولا آخر المتحدثين وقال خطاباً جيداً.‏

هل يمكن المقارنة بين سياسة لولا وبولسونارو الذي لا يمكن أن نقبل باتهاماته للمنظمات غير الحكومية حول حرق غابات الأمازون، فمن أحرقها فعلاً: رجال أعمال، أناس سييئين أشخاص يريدون قتل القبائل الأصلية، أشخاص يريدون قتل الفقراء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية