تلك هي حكاية الأرصفة في دمشق, فكما تحب المرأة تبديل ثيابها كذلك هي الأرصفة, قد يكون الأمر مبالغة لفظية لكنه قريب من الحقيقة.
أحد المتابعين قال إنهم يغيرون وجه الأرصفة قبل أن نغيّر ثيابنا السنوية, فقد دأبت محافظة دمشق منذ عشر سنوات على تغيير بلاط الأرصفة بأشكال وألوان مختلفة ورأينا هذا المسلسل يمتد من مكان لآخر, بعض الأرصفة جاءها الدور أكثر من مرة, وبعضها تم تبديله دون حاجة.
المهم في الأمر أن أرصفة دمشق تشهد حالياً عملية تبديل جديدة لامثيل لها سابقاً لمعظم الأرصفة إن لم نقل جميعها وفي وقت واحد, ولهذه العملية آثار سلبية من فوضى مرورية وازدحام وعرقلة سير للآليات والمواطنين وانتشار الغبار.
والرصيف الذي لايشهد عملية التبديل هذه مشغول بالسيارات والبسطات ومعروضات المحال التجارية, باختصار كل عام تغيّر المدينة جلدها ولما يهترىء بعد أو يُخدش, أسئلة كثيرة لابدّ من طرحها للوقوف على أسبابها الموجبة ومبرراتها فتوجهنا بالسؤال إلى المكتب الإعلامي في محافظة دمشق حيث وافانا بالآتي: عملية تبديل وجه الأرصفة خطة يضعها أعضاء لجان الأحياء والشعب الحزبية وأعضاء مجلس المحافظة حسب حاجة كل حي من الأرصفة ومن البلاط وحسب الإمكانيات المادية المتاحة لتنفيذ هكذا عمل ضمن خطة معينة في مدينة دمشق تم الإنتهاء من خطة عام /2005/ بخصوص الأرصفة , وتم البدء حالياً ولو متأخراً بخطة عام /2006 وبخطا متسارعة حسب تعليمات السيد المحافظ لاسيما وإننا مقبلون على احتفالية بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 وهذا يرتب على المحافظة إجراءات عديدة لتحسين المدينة وإظهارها بالمظهر اللائق ولاسيما دمشق القديمة التي يقصدها الزائرون من مختلف أنحاء العالم فكيف وقد أصبحت عاصمة للثقافة , لهذا ترى المحافظة أن الكثير من الأعمال يجب أن تُنفذ لإظهار وجه المدينة الجمالي بما يختزنه من كنوز ثقافية وأثرية, وهناك خطة خدمية منهجية مدروسة خلال عام /2007/ تعقبها مشاريع كثيرة. وهناك متابعة ميدانية ويومية من قبل المحافظة وما ينجم عن هذه الأعمال من عرقلة سير ووضع الإحضارات بمنطقة غير مناسبة وتسريع وتائر العمل ومؤخراً صدرت تعليمات عن السيد المحافظ تقضي بإرسال لجنة من المحافظة للكشف على الأرصفة الموضوعة ضمن خطة التبديل وعدم الاكتفاء باقتراح لجان الحي من الهدر وبالتالي الموافقة على تبديل بلاط الأرصفة التي هي بحاجة فعلاً لذلك. وفي هذا الصدد قامت المحافظة بتخصيص صندوق شكاوى لتلقي أية شكوى حول عراقيل مرورية قد تسببها هذه الأعمال أو حول سوء تنفيذ وما شابه ذلك.
خلاصة القول: إنها خطوة جيدة وإن كانت تتكرر ونتمنى ألا تطول هذه الحفريات والإرباكات فالشتاء الذي تأخر قد لاينتظر طويلاً.