تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة ومشهدان.. لطلبة الجامعة!!

مجتمع الجامعة
الاحد 24/12/2006
سوزان ابراهيم

في الثانية بعد منتصف الليل حطت الطائرة في مطار دمشق, ما إن تجاوزت عتبة الصالة حتى هالني الازدحام الشديد للقادمين

حيث وصول أكثر من طائرة في أوقات متقاربة جداً, طوابير من المسافرين تنتظر عناصر الأمن لختم جوازاتهم قبل المضي كل في سبيله.‏

لكم أن تتخيلوا التعب والنعاس اللذين يسيطران على الواصلين. هل تصدقون أنني وعلى مدى أكثر من ساعة قضيتها بانتظار دوري تأسفت على شباب هذا الجيل مليون مرة!! القصة أن حظي العاثر جعلني في طابور طويل خلفي(شلة) من الشباب و الصبايا الذين لم يدخل لسان أحدهم في فمه كل هذا الوقت,أحاديث سخيفة وأصوات مرتفعة,ونظرات المسافرين ترمقهم تارة باستهزاء وطورا باستغراب,ومرات بغضب علّ أحدهم يشعر بما يعانيه هؤلاء المنتظرون من صخبهم.ولأنهم يقفون خلفي تماما اضطررت لسماع كل تعليقاتهم ونكاتهم ومحاولة لفت الأنظار.كان في الحديث ما يشير إلى كونهم طلابا جامعيين!? ماذا يرتدون?! كل صرعات الموضة الرجالية والنسائية,أحدهم حليق الرأس تماما,بينما الآخر ربط شعره الطويل كما الفتيات! الموبايلات الحديثة والنغمات المختلفة والأحاديث الممجوجة,والتعليقات اللامسؤولة عن بطء عمل العناصر,أحدهم وبصوت مخنث خاطب صبية من الشلة-ماطا كل الحروف:ألست صحفية? صحيح أنك لم تتخرجي بعد,ولكن يمكنك الكتابة عن هذه الفوضى?أما ذو الشعر الطويل فقد نفد صبره على ما يبدو فجلس على أرض الصالة ووضع كمبيوتره المحمول( عفوا اللاب توب!!) أمامه وراح يعبث به.كل ما رأيته يوحي بأنهم-والله أعلم-أولاد ذوي مناصب!! وبلا ريب أولاد ذوي دخول مرتفعة جدا فهم بالتأكيد كانوا في رحلة ترفيهية أو ما يشبه ذلك,فهل هذا هو نموذج الشباب الجامعي الذي ينتظره الوطن و الأهل?! قبل أن تترسخ مثل هذه الصورة في ذهني لتصبح قالبا أدخل فيه معظم شباب اليوم حدث ما جعلني أحمد الله على أن ما رأيته ليس الصورة الوحيدة,كنت في مكتب رئيس قسم اللغة الانكليزية في جامعة البعث استفسر عن أمر ما,خلال البحث دخل شاب ووالده(كما علمت فيما بعد) آسفة لما سأقول لكن الانطباع الأولي لمظهريهما لم يكن إيجابيا,فلباسهما يشير إلى فقر وربما أكثر من ذلك,في قدمي الشاب-صندل قديم-استغربت بداية دخولهما مكتب رئيس القسم وسرعان ما جحظت عيناي دهشة حين سمعت الشاب يسأل:هل يمكنني متابعة دراستي العليا بعد أن تخرجت من برنامج الترجمة في التعليم المفتوح?وسارع الوالد وبكثير من الثقة ليؤكد:لقد نال معدلا عاليا 75% ويحق له متابعة تحصيله!? بصراحة لم أسمع أي كلمة قيلت بعد ذلك.وجدت نفسي واقفة مدفوعة بكثير من الاحترام والإعجاب لمصافحتهما ومباركة النجاح والتفوق.إذن هما صورتان لطالب جامعي هنا وهناك لكنهما متناقضتان:هذا أب يتابع ويعيش هموم وطموح ابنه المتفوق,وهناك آباء وضعوا الكثير من المال بين أيدي الأبناء دون رقابة أو توجيه?هذان وجهان..فهل العملة واحدة!?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية