لا أكذب .. ولكن أجامل
عيادة المجتمع الاحد 24/12/2006 ف. د المجاملة .. ظاهرة اجتماعية منتشرة,نعيشها اليوم بشكل متزايد مع تزايد تعقيدات الحياة,ونستخدمها بشكل لا إرادي مع أصدقائنا وبعض أهلينا بغية البعد عن المصارحة أو حتى الكلمات المباشرة التي يتأذى المستمع منها..
ولا يخفي على أحد أن المجاملة تضم في طياتها فن الحديث مع الناس بطريقة محببة الى أنفسهم لاظهار الصفات الحسنة التي يملكونها وتخفى على الغير,فنتطرق إليها بشكل يجعلهم يشعرون بقيمتها,أو أن نقول كلمة (لا) بطريقة مهذبة, وتلفت النظر الى الأخطاء بلهجة بعيدة عن التأنيب والتشهير مما يمكن أن يسبب الكراهية والبغضاء.. وقد حثنا القرآن الكريم على التحلي بالأخلاق المجيدة والابتعاد عن المباشرة,والترفع في الحديث (لو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك..) لكن الكثير من الناس يستخدمون هذه الميزة للوصول الى مآرب لهم عند الآخرين,فيكيفون ابتسامتهم ولهفتهم حسب حاجتهم إليك وحسب الوقت الذي يختارن وهؤلاء ما يعرفون بأنهم يعيشون بوجهين,اتقنوا فن المجاملة وامتهنوها فبدل أن يكون الأمر لديهم عبارة عن لمسة خفيفة تساعد على جذب الآخر دون وجود دوافع أخرى وتعكس الصورة الجميلة التي يمكن أن تساهم بها .. نرى الأمر ينقلب رأساً على عقب.. واللافت في الأمر أن هذه الظاهرة تزداد وضوحاً عندما يريد أحد أن يخلص معاملة فيجامل صديقاً أو ذا منصب من أجل الحاجة,فهل باتت هذه السمة من متطلبات الحياة. وهل استخدام هذا الاسلوب في ايجاد روابط الأفراد يعد اسلوباً ناجحاً ومثمراً ويحافظ على العلاقة..? أعتقد أن المجاملة عندما تصدر من قلب صادق,وغاية نبيلة لا شك أنها تعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية وتنميتها وعندما تكون بعيدة كل البعد عن النفاق أو الكذب فهي تشكل البلسم السحري الذي تضعه على القلوب الحزينة فتمنحها الأمل والحب والتفاؤل...
|