تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسلحة إبادة مسكوت عنها!!

شؤون سياسية
الاحد 24/12/2006
حسن حسن

حين تنكشف أمام الرأي العام الغربي في الظروف الراهنة حقائق أسلحة الدمار الشامل التي تكدسها ( إسرائيل)

فإننا في لحظة كهذه ينبغي ألا نكتفي بموقف المتفرجين أو المراقبين. ببساطة لأن هذه الأسلحة موجهة ضدنا, ونحن ضحاياها المرشحون. من ثم فنحن إزاء فرصة تتيح لنا أن نسلط الضوء على فصل الإبادة في السجل الإسرائيلي الوحشي, الذي يحفل بجرائم ضد الإنسانية مدفونة ومسكوت عليها منذ أكثر من نصف قرن.‏

أهمية الظرف الراهن ليست خافية على أحد. فالتصريحات التي أطلقها ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي, حول (سلاح إسرائيل السري) , وضع الرأي العام الغربي أمام أزمة ضمير, من حيث أنه أعلن على الملأ حقيقة أسلحة الدمار الشامل التي تخفيها ( إسرائيل) عن الأعين, وتنام فوقها مطمئنة ومرتاحة البال. في حين أن بلدا آخر هو العراق تعرض للتدمير والاحتلال بحجة الشك في حيازته لبعض تلك الأسلحة, في ادعاء ثبت أنه كاذب.‏

اهتزت (إسرائيل) لانكشاف المستور, فتعرض ايهود اولمرت لموجة انتقادات واسعة شنتها عليه الأوساط السياسية في الكيان الصهيوني اتهمه فيها اعضاء من المعارضة في الكنيست الإسرائيلي بعدم الكفاءة وتقويض حملة ( إسرائيل) لدى الدول الغربية ( لكبح الطموحات النووية لإيران) وقال سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي السابق, إن تصريحات اولمرت تلحق ضررا بالغا ب( إسرائيل) ونحن في منتصف هجوم دبلوماسي ضخم ضد محاولات ايران انتاج ( قنبلة نووية) وفي السياق ذاته, تصدرت الصحف الإسرائيلية عناوين تشير إلى أن التصريحات التي أدلى بها أولمرت عن امتلاك ( إسرائيل) لقدرات نووية ( زلة لسان).‏

هذه العصبية لها تفسير واحد, هو أنهم في تل أبيب يدركون جيدا أن فتح ملف أسلحة الدمار الشامل من شأنه أن يفجر العديد من القضايا الشائكة, التي حرصت ( إسرائيل) على تجنب الخوض فيها, مع إخفاء معالمها وطمس آثارها. وهي التي ظلت لعدة سنوات تتملص وتكذب, مدعية أن ما يوجد في منطقة ( ديمونة) ليس سوى مصنع للنسيج. وكان مردخاي فعنونو هو أول من أفشى سر القدرات النووية الإسرائيلية, فقد كان الرجل أحد العاملين في المفاعل, وفوجئ بما شاهده, وفي لحظة صحوة ضمير نجح في تصويره من الداخل, حتى أصبح الوحيد الذي يملك دليلا يثبت تصنيع ( إسرائيل) نحو مئتي رأس نووي متفجر.‏

وأفادت مجلة ( جينز) أن خبراء ذرة في (إسرائيل) اعترفوا بأن تل أبيب تملك نحو 150 إلى 200 رأس نووي, ويمكن اطلاق بعضها إلى مسافات بعيدة المدى, بواسطة صواريخ من نوع ( أرض أرض) وأضافت الصحيفة الإسرائيلية إن صورا للأقمار الصناعية للقاعدة الجوية الإسرائيلية في مستعمرة (زخاريا) كشفت عن منصات لإطلاق لصواريخ (يربحو) مشيرة إلى أن تلك القاعدة يخزن فيها ما لا يقل عن 50 صاروخاً.‏

وفي وقت سابق, أبلغ محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة صحيفة ( هآرتس) الإسرائيلية أنه يعتقد أن لدى ( إسرائيل) أسلحة نووية مقترحا وجوب التخلص منها دعما للسلام في الشرق الأوسط ( نفترض في عملنا أن لدى إسرائيل قدرات نووية ولم اسمع أن إسرائيل نفت ذلك) تصريحات البرادعي لفتت الانتباه إلى ما يسمى ( بالغموض الاستراتيجي) الإسرائيلي حول برنامجها النووي المدعية أنها لن تكون أول من يستخدم هذا النوع من السلاح في المنطقة. وكانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية فد تبنت في المؤتمر العام ثلاثة عشر قرارا منذ عام ,1987 حيث ناشدت (إسرائيل) بالانضمام إلى معاهدة ( حظر انتشار السلاح النووي) لكن ( إسرائيل) تجاهلت كافة النداءات التي وجهت إليها نظرا لكونها غير ملزمة لكن الأهم من هذا كله هو الصمت الأميركي.‏

الثابت أن الممارسات الإسرائيلية تلك ليست جديدة. فقد اكتشف الباحث الفلسطيني الدكتور سلمان أبو ستة أن ( إسرائيل) تشن حرب إبادة قذرة ضد الفلسطينيين منذ عام .1948‏

وعثر في ملفات الصليب الأحمر على العديد من الأدلة الدامغة التي تدينها في هذه الجريمة وطبقا للمعلومات التي أوردها أنه بعد سقوط حيفا في أيدي الصهاينة( 22/4/48) تدفق آلاف المهاجرين منها إلى عكا التي كانت تحت الحماية البريطانية آنذاك وهو ما أدى إلى تكدس السكان في المدينة, وحين أراد الصهاينة تهجيرهم من عكا, لجؤوا إلى الحيلة الشريرة: حقنوا القناة التي توصل المياه إلى المدينة بجرثومة التيفوئيد, وهو ما ترتب عليه انتشار الوباء بين الأهالي وبين الجنود البريطانيين ما أدى إلى نزوح الفلسطينيين من عكا وانخفاض عدد سكانها من 25 ألفاً إلى 8 آلاف في غضون أيام قليلة وهذه التفاصيل ثابتة وموثقة في تقارير ما زالت موجودة في الصليب الأحمر.‏

ذكر الدكتور أبو ستة أن الوثائق أثبتت أنه بعد أسبوع من ( النجاح) الذي حققه الصهاينة في عكا, ضبطت القوات المصرية في غزة اثنين من اليهود يحاولان تسميم مصادر المياه التي يعتمد عليها الجيش والأهالي بميكروب التيفوس والدوسنتاريا واعترف الرجلان بالجريمة وأعدما بسببها.‏

في بحث الدكتور أبو ستة معلومات مهمة أخرى عن مركز( إسرائيل) للبحوث البيولوجية المقام في مكان منعزل في يافا وعن تطور أبحاث فنون الإبادة في ( إسرائيل) من استخدام الفيروسات والبكتريا إلى استخدام السموم القاتلة التي جرب أحدها في المحاولة الفاشلة لاغتيال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عام 1997 واستند إلى مراجع عدة في الإشارة إلى اهتمام ( إسرائيل) باستخلاص المواد التي تسبب الشلل والتشنج والهلوسة وعدم القدرة على التحكم في الحركة والتفكير منبها إلى أن العمل في هذه المجالات في إطار برنامج ( للتعاون) مع الولايات المتحدة.‏

ولا أحد يعرف لماذا لا يتم تجميع مثل هذه المعلومات الموثقة في كتاب أو فيلم وثائقي واحد لكي تصل إلى مختلف أنحاء العالم الخارجي بمختلف لغاته!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية