كدليل شكلي على تضامنهم, إنه اتحاد إذاعات الدول العربية الذي تأسس عام 1969 كمنظمة دبلوماسية منبثقة عن جامعة الدول العربية تضم كل الهيئات الإذاعية الحكومية في الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية إضافة إلى بعض الهيئات الخاصة المنتسبة مقره العام في تونس ويتبع له مركزان- مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق ومركز تبادل البرامج والأخبار في الجزائر.
للتعرف على هذا الصرح الثقافي الإعلامي عن قرب توجهنا إلى مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق وحاولنا لقاء مديره العام الدكتور حيدر اليازجي لثلاثة أيام متتالية وفي كل يوم كنا نؤجل إلى اليوم الذي يليه إلى أن اعتذر, والتقينا في المركز مدير التدريب البرامجي المخرج رياض رعد الذي أكد أن مهام الاتحاد هي تبادل الأخبار الإذاعية والمصورة ونقلها عبر الأقمار الصناعية فيما يخص جميع الهيئات المنتسبة للاتحاد وعن عمل مركز التدريب فقد بين المخرج رعد أن المركز يهيىء ويعد وينظم الدورات التدريبية والهندسية لكافة العاملين في الهيئات العربية (إذاعة, تلفزيون) في الحقل البرامجي والهندسي وهناك خطة تدريبية سنوية توضع من قبل اللجان المختصة في الإتحاد وفقاً لاحتياجات الأقسام والإدارات العاملة في الهيئات, ويتعاون المركز مع أهم المعاهد والمراكز العالمية وأفضل الخبرات في كل الميادين كما ينظم المركز سنوياً أكثر من ثلاثين دورة وورشة في كافة المهن والاختصاصات. وأشار إلى أن المركز لا ينظم دورات للمبتدئين فالدورات التي ينظمها هي متوسطة وعالية المستوى, إذ تساهم الهيئات برسوم رمزية إذا كانت أعضاء في اتحاد إذاعات الدول العربية أما المتدربون من خارج الهيئات الأعضاء فسيقبلهم المركز وفقاً لشروط كل دورة وبرسوم مالية محددة.
وأوضح السيد رياض رعد أن لكل دورة أهدافاً وموضوعات وشروطاً تسعى إدارة المركز للحفاظ عليها والتقيد بها حرصاً على إنجاح كافة الدورات ووفقاً لمتطلبات الدورة والخبرات المنفذة لها وجمهورها المستهدف. كما أن هناك شروطاً دقيقة تتعلق بسنوات الخبرة لكل متدرب, مثل إجادة المتدرب أحياناً لغة أجنبية أو تمتعه بمهارات في مجال الحاسوب.
كما أن المركز مجهز بكافة المستلزمات الضرورية لتنفيذ الدورات البرامجية والهندسية.
ولدى سؤالنا عن مواكبة المركز والدورات للتطور الحاصل في مجال الإعلام, أوضح أن المركز يسعى لتأهيل كوادر الهيئات انطلاقاً من مواكبة العصر وحرصاً على رفد تلك الهيئات بعناصر مدربة ومؤهلة نظرياً وعملياً وفقاً لمتطلبات كل هيئة واحتياجاتها, وعن المجالات التي تشملها الدورات فقد بين السيد رعد أن المجالات هي: الإرسال - البث الرقمي - القياسات - الصيانة- التغذية الكهربائية - المونتاج اللاخطي - البرمجة - فنون الإخراج - إعداد البرامج - التقارير التلفزيونية والإذاعية - التصوير - المحرر المصور - الإخراج والتعليق الرياضي - تقنيات النقل المباشر - البرامج الحوارية.
وعن ميزانية المركز والصعوبات فقد أكد أن تمويل المركز ذاتي من ريع الدورات وبعض الاستثمارات الخاصة بالمركز واعتذر عن الحديث عن الصعوبات.
آراء لبعض المتدربين في المركز:
المذيع زهير الخطيب الذي يعمل في إذاعة القدس أكد أنه شارك في دورة عالية المستوى عام 1992 في إعداد وتقديم البرامج الثقافية ( إذاعة, تلفزيون ) مدتها ثلاثة أسابيع وأضاف السيد زهير: أنا شخصياً استفدت كثيراً جداً من هذه الدورة وخاصة أن المحاضرين كانوا خبراء عرباً ونهلت من منهل ثر إذ كان من بين المدربين الأمير يحيى شهابي مؤسس الإذاعة السورية والأستاذ سامي جانو وكان في النظري والعلمي الأستاذ جبر حجات من الأردن. وقد شارك في الدورة 25 متدرباً من سورية واليمن والإمارات والجزائر وتونس كما شارك معنا كبير مذيعي قطر عبد الله فرج.
فقد استفدت كثيراً في الإلقاء والتمييز في فن الإلقاء بين الخبر والتعليق والتقرير.
كما أنني من خلال الأسس التي أخذتها دربت عددا ً كبيراً من المذيعين منهم ليلى موعد إذاعة دمشق - ياسر أبو شعيلة قناة العالم - منتصر عم علي قناة المجد.
أما عن ملاحظاته على الدورة فقد أوضح السيد زهير أن الشهادة التي يحصل عليها المتدرب يؤثر تقديرها على رواتب المتدربين العرب بينما في سورية فهي لا تؤثر, كما أن المتدربين وخاصة من دول الخليج لم يكونوا ملتزمين كما يجب بالدورة وكانوا يرجون المدربين إعطاءهم تقديراً جيد اًكي لا تتأثر رواتبهم, كم أكد أن هناك أناساً موفدين للدورة ليس لديهم أية صلة بالهيئات التي ترسلهم وإنما يرسلون كتنفيعة.
أما المذيع خليل ابراهيم الذي أجرى ثلاث دورات فقد أوضح أنه خضع لدورة في عام 1991 وكانت دورة تحرير أخبار إذاعية لم يكن التدريب فيها بالمستوى المطلوب لامن ناحية المدربين ولا من ناحية التقنيات وأضاف السيد خليل: في عام 2003 أجريت دورة (مقابلات وحوار) وفوجئت بأن المركز مختلف من حيث التقنيات العالية التي وفرها إضافة إلى استقدامه خبراء ألمان. كما خضعت لدورة تحرير إذاعي وانترنت في عام 2005 وكان التطور في مركز التدريب الإذاعي ملفتاً حتى للمدربين العرب وفي آخر يومين من الدورة حضرت مديرة صوت العرب السيدة منى صبري وكان هناك هوة واسعة من حيث الأداء بينها وبين الخبيرة الألمانية التي كانت تعطينا الدورة.
إن اتحاد إذاعات الدول العربية هو صرح ثقافي إعلامي متميز لناحية مساهمته في تأمين كوادر مواكبة للتطور الإعلامي في الهيئات الإذاعية والتلفزيونية في الوطن العربي ولكنه يبقى محكوماً بتبعيته بجامعة الدول العربية وبالتالي فهو محكوم بكل الصعوبات التي تعانيها فالاتحاد ليس جهة مقررة في أي من مجالات عمله كما أن غياب إذاعة أو قناة تلفزيونية خاصة بالاتحاد إضافة إلى غياب الإنتاج البرامجي والدرامي واقتصار دوره على تبادل البرامج يحد من قيامه بدوره على نحو أفضل.