إضافة إلى إطلاق موجة من البرامج والفقرات الجديدة التي تتعامل مع فكرة توسيع رقعة المتابعة وإقامة علاقة عصرية مع الجمهور مبنية على ايقاعات التفاعل الحر, وذلك في محاولة جديدة لكسر حالة الجمود السائدة بين الاعلام المحلي والجمهور.
ونأمل في هذا السياق أن يتم تطوير البرامج والفقرات التي كانت محلاً للنقد الصحفي والتي لاتزال تعرض في الأوقات الأساسية, وتحوز على دعم الجهات المعنية مثل فقرة الابراج, التي لم تعد تصلح برأي جميع الاعلاميين لشاشة جادة وعصرية.
لا شك في أن معيار الخبرة المهنية شرط ضروري في عملية اختيار الاكفأ, ومن هنا نشعر بمزيد من الفرح حين تنضم إلى لائحة المعدين والمقدمين وجوه قد لا تكون اخذت فرصتها الحقيقية بعد, ولا سيما أن المفاصل الإدارية والبرامجية ظلت في مراحل سابقة ولسنوات طويلة لا تتغير في شكلها ومضمونها, ولهذا دخلت في دائرة التكرار والمراوحة والاستنساخ والترداد الرتيب وبالتالي لم تتمكن حتى الساعة من ملامسة إطار المنافسة مع القنوات الفضائية الجادة الأخرى.
فالتجديد مطلوب لخدمة شاشتنا الوطنية الرسمية الواضحة في توجهاتها الاعلامية والثقافية والتربوية.
فقنواتنا المحلية ليست من شاشات الاغراء البصري ولهذا ليست في وارد المنافسة مع القنوات التجارية, مثل روتانا وميلودي ودريم وغيرها.
والمعروف أن الاعلام المحلي لا يزال يشهد أزمة وصول للناس, لأنه يعتمد بالدرجة الأولى على مهمة بناء علاقة جادة مع نوعية معينة من الجمهور.
فهو على أقل تحديد لا يقدم المرأة الدمية أو السلعة أو الاغراء السطحي, رغم قناعتنا وكتابتنا باستمرار, أن الجمال والاطلالة المميزة للمذيعة, لا يتعارض مع طبيعة التوجه الاعلامي المحلي.
فالمذيعة لابد أن تكون انيقة وجميلة وجذابة وحتى ساحرة اثناء ظهورها على الشاشة الملونة, لكن لهذا الاهتمام حدوده, وهذه الحدود تختلف من بلد لآخر, ومن قناة لأخرى, رغم أن هناك من يقول إن المذيعة التي تبالغ في مكياجها واكسسواراتها ولباسها ودلالها, لا تثق بنفسها.وتسعى بالتالي إلى اخفاء ذلك بلفت الانظار إلى مظهرها وجلستها المغايرة أمام الكاميرا, بدلاً من شد الانظار والأسماع معاً, على اعتبار أن التلفزيون له قدرة استثنائية وتأثيرية هائلة قائمة على جاذبية الصورة والصوت في آن واحد.
غير أن مبدأ وجود المذيعة المناسبة في المكان المناسب قد تعرض مع انتشار هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية, لمزيد من الارتجاج والاهتزاز, لدرجة يمكننا معها القول, إننا وصلنا إلى مرحلة لا تتضح فيها الرؤية بفضل المنافسة العشوائية التي تتعرض لها المذيعات العريقات, حتى أن هناك مذيعات عربيات لامعات, برعن في مراحل سابقة بتقديم برامج شهيرة, حازت على شعبية واسعة, نراهن اليوم في مواقع أصغر من اسمائهن وشهرتهن وقدرتهن على التواصل مع الجماهير العربية العريضة.
ونجد أيضاً اعلاميات ومذيعات سوريات عريقات وشهيرات غائبات أو يقدمن فقرات ثانوية, وذلك بفعل انقلاب المذيعات الشابات, القادمات بالواسطة في أكثر الأحيان على المذيعات العريقات.
وطالما أن التغيير قد طال أخيراً اسماء عديدة في الاذاعة والتلفزيون يحق لنا استشفاف مظاهر الانقلاب المضاد قبل وقوعه.
فهل يحدث الانقلاب الأبيض المنتظر, أم يستمر تدفق الفتيات الراغبات بتجاوز الزمن والوصول بسرعة قياسية إلى أعلى درجات الشهرة.