تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تمام أداء الأمانة بنقل المعرفة

خارج السرب
الاحد 24/12/2006
عبد القادر حصرية*

من الملاحظ أنه وفي الفترة الأخيرة كثر عدد الموظفين والإداريين الذين يسافرون في مهمات خارج سورية للتدريب وحضور المؤتمرات

أو تتاح لهم فرصة السفر للمشاركة في برامج إقامة في مؤسسات علمية متقدمة كما أن بعض الدول التي تقدم المشورة حول برامج الإصلاح الاقتصادي في سورية تتيح فرصاً لزيارتها لبعض موظفي الهيئات المعنية مباشرة بالاصلاح للاطلاع على تجاربها, هذه الفرص ليست جديدة فالجهات العامة في الدولة وفي كل مرة كان يتم الاتفاق على توريد معمل أو إنشاء مشروع بنية تحتية تتيح الفرصة لموظفيها وفنييها للتدريب الداخلي والخارجي بموجب نصوص العقود, اليوم هناك عملية اصلاح اقتصادي في سورية وهذه المرحلة تفرض على كل من يسافر, خاصة أولئك الذين يسافرون في مهمات اطلاعية للدول الأخرى التي نجحت في تحقيق التنمية, كماليزيا والصين, أن ينقلوا انطباعاتهم وتجارب هذه الدول إلى مؤسساتهم للاستفادة منها.‏

أغراض المهمات الخارجية متعددة, هناك من يحضر التدريب وهذه فرصة مباشرة لنقل المعرفة والتقنية ولدى من يشترك في هذا التدريب الفرصة لنقل ما تعلمه إلى المؤسسة التي يعمل بها, وهناك حضور المؤتمرات التي تهدف إلى مناقشة قضية معينة, المؤتمرات تتيح الفرصة للتواصل مع المشاركين الآخرين حول تجاربهم , ولدى ممثلينا الفرصة لنقل تجربة الدول الأخرى المشاركة في المؤتمر وهؤلاء لديهم الفرصة لتقديم تقارير لمؤسساتهم عن مشاركتهم وماذا استفادوا وما هو قابل للتطبيق.‏

هناك المشاركة في جولات اطلاعية على تجارب الدول الأخرى في الاصلاح ولدى المشاركين فرصة لتقديم تقارير عن مشاركتهم في هذه الجولات ومدى إمكانية الاستفادة منها في بلدنا, معيدو الجامعات الذين يسافرون بغية متابعة التحصيل العلمي العالي عليهم المسؤولية الأكبر,باعتبارهم مسؤولين عن تربية أجيالنا في مؤسساتنا التعليمية وعليهم العبء الأكبر لنقل ما تعلموه إلى أجيالنا.‏

رجال أعمالنا بما فيهم تجارنا وصناعيونا لديهم فرص مماثلة, لا يمكن تصور إنسان يسافر ويحضر المعارض ويزور المعامل ويرى التطور والتنظيم والالتزام و الدقة في المواعيد وفي إدارة الوقت ثم يعود لممارسات لا تنسجم مع ذلك.‏

اليوم فرص التواصل كثيرة بينما في القديم كانت البعثات العلمية هي الفرص الوحيدة المتاحة لنقل تجارب الدول الأخرى في التحديث, والتجربتان اليابانية والمصرية مثال على ذلك , تجربة مصر في عهد محمد علي باشا والي مصر قامت على أساس ارسال بعثات لمتابعة التحصيل العلمي ونقل المعرفة بالعودة للمساهمة في مشروع النهضة في بلدهم, ويقال إن محمد علي باشا كان يجتمع مع كل دفعة من الموفدين ويحضهم على إعمال فكرهم في كل ما يرونه للإجابة على سؤال مهم وهو كيف يمكن تحقيق القفزة التي حققها هؤلاء في ميادين الحضارة.‏

أتمنى أن تتاح الفرصة لأكبر شريحة ممكنة من موظفي إدارتنا الحكومية للمشاركة في المؤتمرات والدورات التدريبية والاطلاع على تجارب الدول الأخرى ومن ثم العودة لنقل ما تعلموه. حتى المؤتمرات وورشات العمل التي تعقد في سورية تشكل فرصة للتواصل مع تجارب الدول الأخرى. النجاح في المنافسة في عالم اليوم يعتمد على تبني الممارسات المرتبطة به في مجال العمل وهو نتيجة لهذه الممارسات وبالتالي فإن علينا أن نستفيد من تجارب وممارسات الآخرين لتحقيق القفزة المناسبة التي نتوخاها ونتمناها لوطننا الغالي, إن المشاركة في المهمات الخارجية هو فرصة لتقصي هذه الممارسات وهي أمانة في أعناق من يشارك فيها وأداء الأمانة هو في نقل المعرفة.‏

*خبير مالي ومصرفي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية