ومهددون بلقمة عيشهم في بلاد الاغتراب والمشهد الآتي نرسمه لكم كما عشنا تفاصيله على الشاشات قادماً من الدوحة حيث كان منتخبنا الأولمبي لكرة القدم يشارك ببطولة غرب آسيا وأحرز فيها المركز الثاني خلف المنتخب الإيراني الصديق ومتقدماً على كل منتخبات النفط والغاز.. لسنا هنا في سياق تقديم تقرير رياضي عن مشاركتنا بتلك البطولة ولا بصدد الحديث عن تفوق شباب المنتخب الأولمبي على ظروفهم وعلى منافسيهم وإنما للحديث عن الوطن الذي شعّ هناك في قلوب الجميع كما النور يغمر الدنيا بالحق وبما هو خيّر وجميل..
من خلال تواصلي مع بعض الأصدقاء السوريين المتواجدين في قطر فقد حاول منظمو البطولة مضايقة جمهورنا للتقليل من حضوره أو لمنعه من اصطحاب العلم العربي السوري معه إلى مدرجات البطولة فما زادت هذه الإجراءات جمهورنا العزيز إلا إصراراً على مؤازرة المنتخب والتغنّي باسم بلدهم الحبيب سورية ورفع راية الحق السورية خفاقة تظلل ملاعب البطولة بالصوت السوري المسموع وهو ينشد رغم أنوفهم :(حماة الديار عليكم سلام أبت أن تُذل النفوس الكرام) ووصل المشهد إلى ذروته حين قادت المنافسات منتخبنا الأولمبي إلى مواجهة منتخب قطر مستضيف البطولة فكان أبناؤنا من المتواجدين في الدوحة في المباراة أكثر عدداً وأعلى صوتاً وأصدق انتماء من الجمهور القطري نفسه وكان الفوز من نصيب منتخبنا والفرحة الكبيرة لكل من يتجلبب العلم الأحلى وردّد النشيد الأغلى..
صحيح أن المناسبة رياضية، وصحيح أنه في كرة القدم لا يوجد فائز باستمرار وغير ذلك مما اعتدنا أن نراه في مباريات كرة القدم إلا أن القراءة الصحيحة لهذه المباراة بالتحديد تدفعنا للقول إنه لا يمكن تحييد الجانب السياسي أو الوطني عنها، ومع أن قطر أُجبرت على عزف النشيد العربي السوري ورفع علمنا الغالي بحكم أنظمة البطولة وشروط استضافتها إلا أن ما أطربنا حقاً هو أن ما عزفه جمهورنا على المدرجات كان فوق الوصف فلا مخابرات سورية هناك تجبرهم على فعل ذلك كما كرروا ولا نظام يذبحهم إن لم يفعلوا ذلك كما يكذبون، بل على العكس حضر التهديد لبعضهم في مرات سابقة بفصلهم من عملهم إن أقدموا على مثل هذا السلوك الوطني ولكن نبض الوطن في دمائهم كان أقوى من أي شيء آخر ولو كان عملهم هناك فحضروا بالآلاف مئتزرين بالعلم العربي السوري وأسمع هتافهم السوري بامتياز كل من به صممُ!
هذا المشهد لم يفاجئنا، وقد رأيناها في كل بقعة في هذا العالم المترامي الأطراف، وهذا الأمر فطرة سورية حاول الكثيرون تشويهها وتقديم نقيضها عليها لكن حبل الكذب قصير والحقيقة كالشمس لا أحد يستطيع إخفاءها بغربال.. شكراً شبابنا في قطر فقد كنتم خير سفراء لبلدكم وأنتم تقفون خلف منتخب بلادكم لا من أجل الفوز بمباراة كرة قدم بل من أجل الانتصار لبلدكم ولتأكيد ارتباطكم به وإن أجبرتكم الظروف على التواجد في بلد يموّل الحرب على بلدكم لكن هذه الصرخة بوجهه وأنتم فيه لأبلغ رسالة صفعت وجهه.