إلا ان وسائل الاعلام الغربية بدأت الآن ترفع الغطاء قليلاً عن هذا الكيان لتكشف أحابيل سياسييه وتلفيقاتهم عن اسباب تفجر الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة فقد رأت صحيفة الأوبزرفر البريطانية «ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لديه القدرة على الكذب ومن ثم تصديق كذبته وربما جعل آخرين يصدقونها ، مستعرضة بعض الحملات الدعائية التي تزعمها نتنياهو ملقية الضوء على الهدف السياسي الذي كان يريد تحقيقه من خلالها.
الصحيفة البريطانية أوضحت انه في الحملة الأخيرة كان نتنياهو يرغب بجعل التحريض محور القضية حتى يقول للعالم إن التحريض من قبل السلطة الفلسطينية هو المسؤول عن تفجر الاوضاع الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة ان نتانياهو تجاهل الصلة بين الغضب الفلسطيني وسلوك «إسرائيل» الذي افضى الى هذا الغضب الشعبي حيث تتم تصفية الفلسطيني حامل السكين المشتبه بمحاولة قتله إسرائيليا في الموقع بينما يحرق مستوطنون إسرائيليون منزل عائلة فلسطينية ولا يُقدم المعتدون للعدالة ويجري التضييق على الفلسطينيين في القدس ، ويستمر الاحتلال وبناء المستوطنات .
ولفتت الى ان نتنياهو يتجاهل كل ذلك ولا يعتبره كافيا لتحريض الفلسطينيين على الغضب، ولذلك فهم بحاجة إلى التحريض وخطاب الكراهية حتى يغضبوا ويثوروا، هذا ما يريد لشعبه وللعالم أن يصدقه، كما ترى الصحيفة وبه تفسر ادعاءه الأخير بأن فلسطينيا هو الحاج أمين الحسيني مفتي القدس السابق كان وراء المحرقة النازية !!.
في سياق ذي صلة قالت تسيبي لفني نائبة زعيم المعارضة الاسرائيلية «ان قرار نتنياهو بشأن عدم مواصلة اقتحام الاقصى والاتفاق على وضع آلية تسمح للأوقاف بمراقبة الاوضاع بالمسجد الاقصى ووعده للإدارة الامريكية و السلطة الفلسطينية جاء متأخرا بعد ان دفع «الاسرائيليون» ثمنا باهظا».
ووجهت ليفني انتقادات شديدة إلى نتنياهو في أعقاب أقواله حول المحرقة وقالت إنه «حول إسرائيل إلى غيتو ضعيف».
وتابعت «ان نتنياهو استجاب لضغوط الاحزاب المتطرفة وهو كان يعرف ان موجة التصعيد ستحصل بعد محاولات المساس بالوضع بالحرم القدسي من قبل احزاب اليمين لكنه استمر بمجاراته للأحزاب اليمينية المتطرفة وبالتالي لا بد من ان يدفع الثمن خلال الفترة المقبلة».
بموازاة ذلك اعدمت قوات الاحتلال امس فتاة فلسطينية بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن عند حاجز لجنود الاحتلال بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل وذكرت مصادر فلسطينية أن الفتاة أصيب بثمان رصاصات بالرأس والرقبة فيما هرعت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال للمكان وأغلقته؛ و ادعت مصادر صهيونية ان الفتاة حاولت تنفيذ عملية طعن وتم احباط المحاولة بعد قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليها.
الى ذلك ينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية يسمونها دفع الثمن تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون ويبقى الجناة من دون محاسبة فقد أحرق مستوطنون متطرفون صباح امس مركبة لأحد المقدسيين في قرية أم طوبا جنوب القدس المحتلة وقالت مصادر فلسطينية ان المستوطنين خطوا كتابات عنصرية ضد العرب والمسلمين إلى جانب إحراق السيارة في قرية أم طوبا.
كما اقتحم مستوطنون متطرفون امس المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.
«هآرتس»: هيستيريا وذعر «الشارع الإسرائيلي» كارثي وخطير
انتفاضة الغضب الشعبية وإيلام المحتل في حصونه كشفت بما لا يدع مجالا للشك ضعفاً كبيراً في الجبهة الداخلية للاحتلال؛ فهم هلعون فعلاً ولا يمكن للتصريحات السياسية والعسكرية أن تطمئن الصهاينة وتقنعهم بالأمان فقد نشرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية مقالا بعنوان «نار ملتهبة في الشوارع» تناولت فيه حالة الهستيريا والهلع التي يعيشها الصهاينة خاصة بعد عمليات الطعن التي جرت في الآونة الأخيرة.
وتطرق المقال إلى خطورة حالة «الهستيريا» في الشارع الإسرائيلي وإلى كونها أصبحت تشكل خطرا على أمن الاحتلال أكثر من حالات الطعن نفسها.
واشارت الصحيفة الى ان قتل «اسرائيلي» في القدس بالخطأ على أيدي جنود ادعوا بأنه حاول اختطاف سلاحهم ومستوطن أرتيري في المحطة المركزية في بئر السبع والذي تلقى أيضا ضربات وكراسي على رأسه بينما كان مستلقيا دون حراك هي مؤشرات أولية على حالة كارثية من الذعر التي انتابت الصهاينة فهم يخافون السير في الشوارع والنظرات بشك إلى الجوانب وإلى الخلف أصبحت السلوك اليومي لهم ما يذكر بأيام الهلع من الباصات في عهد الانتفاضة الثانية».
في غضون ذلك طالب آلاف المتظاهرين المغاربة في مدينة الدار البيضاء أمس تضامنا مع الشعب الفلسطيني حكومة بلادهم بالاسراع في تجريم التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي عبر قانون مع وقف كل أشكال هذا التطبيع.
وردد المشاركون في المظاهرة الحاشدة في المدينة المغربية كما افادت وكالة الصحافة الفرنسية شعارات تدعو إلى نصرة المسجد الاقصى ودعم صمود الشعب الفلسطيني مؤكدين ضرورة العمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية كما طالبوا بمقاطعة المنتجات الاميركية باعتبار الولايات المتحدة الداعم المنحاز للاجرام الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.