من جهتها حذرت الأمم المتحدة من تحول مراكز اللجوء بأوروبا إلى أوكار للعنف والاستغلال الجنسي للأطفال والنساء الذين يشكلون أكثر من ثلث المهاجرين مؤكدة أن هذه الشريحة معرضة للاستغلال بشكل خاص.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين «نحن ندق ناقوس الخطر» بعد إخطار المفوضية بالعديد من الإفادات حول العنف الجنسي في مراكز استقبال اللاجئين المكتظة ومن بينها المراكز المقامة على جزيرة ليسبوس اليونانية التي تستقبل آلاف المهاجرين يوميا.
مضيفة إن مراكز الاستقبال غالبا ما «تفتقر إلى الإضاءة الكافية والمساحات المنفصلة للنساء العازبات والعائلات التي تضم أطفالا، كما يضطر العديد من اللاجئين والمهاجرين إلى نصب الخيام في العراء في الحدائق وعلى جوانب الطرق ومحطات القطارات، حيث تتعرض النساء والأطفال بشكل خاص للإساءة والاستغلال».
ونبهت المتحدثة من أن بعض الأطفال يلجؤون إلى ممارسة الجنس مقابل الحصول على المال لدفعه للمهربين لمواصلة رحلتهم نحو أوروبا، إما لافتقارهم لمال كاف أو لأنهم تعرضوا للسرقة أثناء رحلة اللجوء، مضيفة أن الأطفال الذين ليس معهم مرافق يكونون أكثر عرضة بشكل خاص للاستغلال لأنهم يفتقرون إلى الحماية والرعاية.
وكشفت المفوضية أنها تعمل على وضع تقييم يحدد مدى انتشار الإساءة للنساء والأطفال الذين يعبرون أوروبا في رحلة اللجوء، داعية الأنظمة الأوروبية إلى ضمان حماية الفئات الأكثر ضعفا التي تصل إلى أراضيها.
وفي المقابل كانت مجلة ديرشبيغل الألمانية ذكرت أن وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله اعتبر الأجواء في قاعدة حزب المستشارة الأميركية انجيلا ميركل الديمقراطي سيئة للغاية بسبب تدفق مئات الآلاف من اللاجئين.
وأوضحت المجلة أن شويبله صرح في الجلسة الأخيرة للحزب أنه لا يرى الدعم الكبير للسياسة التي تتبعها ميركل والذي تحدث عنه الأمين العام للحزب بيتر تاوبر، وحذر من تعرض علاقة قادة الاتحاد للضرر، إذا لم تظهر حزمة إجراءات اللجوء الجديدة تأثيرا قريبا.
يأتي ذلك بينما حذر المستشار النمساوي فيرنر فايمان من «انهيار بطيء للاتحاد الاوروبي جراء الازمة التي تعصف بدوله من تدفق المهاجرين الى أراضيه داعيا الى»انتهاج سياسة موحدة»حيال الهجرة غير الشرعية.
واكد فايمان فى تصريح لصحيفة الكرونه تسايتونغ النمساوية ضرورة الاختيار بين طريق الاستمرار بمشروع الاتحاد الاوروبي الطويل والشاق أو السماح بانهياره البطيء والصامت وتبعاته من فوضي.
وانتقد فايمان سياسات الدول الاوروبية الافرادية ازاء هذه المسألة لافتا الى ان قيام كل دولة باغلاق حدودها على حدة لوقف موجات اللاجئين»حل غير مجد».
واوضح فايمان أنه لن يسمح بحرية تنقل المهاجرين عشوائيا واختيارهم لبلد اللجوء حسب رغباتهم داعيا القادة الاوروبيين الى حماية الحدود الخارجية للاتحاد عبر ارسال قوات.
فى سياق متصل دعا وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس الى بناء سياج حدودي في وجه المهاجرين على الحدود الاوروبية الخارجية للحد من تدفقهم الى القارة الاوروبية داعيا الى التركيز على الحدود التركية البلغارية ثم الحدود مع دول البلقان لوقف الهجرة.
وحذر كورتس ايضا من ان «انتهاج كل دولة اوروبية سياسة لجوء خاصة بها واغلاق حدودها أو بناء سياج حدودي يهدد حرية التنقل بين الدول ويقضي على احدى اتفاقياتها» مشددا على موقف بلاده الداعي لوضع استراتيجية أوروبية واضحة بهذا الخصوص