وأضاف حيدر خلال لقائه أمس الفعاليات الأهلية والدينية ولجان المصالحة الأهلية في محافظة حماة: إن حماة من المحافظات التي يعوّل عليها خلال المرحلة المقبلة في مجال إطلاق مبادرات من شأنها تحقيق مصالحات وطنية على نطاق واسع في مختلف المدن والمناطق والقرى باعتبارها أثبتت خلال الأزمة أنها مصنع للرجال الحقيقيين ونقطة انطلاق للتصدي لمشروع الفتنة الذي تلوّن بكل الألوان وارتدى مختلف الأثواب غير أنه فشل نتيجة وعي السوريين تجاه ما يحاك ضدّهم من مؤامرات وما يدّبر لهم من اعتداءات تستهدف وحدة وطنهم وسيادته والنيل من العيش المشترك بين أبنائه كافة.
ورأى وزير المصالحة أن حماة التي قدّر لها أن تكون نقطة انطلاق للعمليات العسكرية لمواجهة الإرهابيين ستكون خلال الفترة المقبلة رأس حربه في نجاح مشروع المصالحة الوطنية وحلّ الأزمة، مشيراً إلى أن المصالحة الوطنية هي مشروع متكامل لإعادة الحياة لمناطق كاملة وليست مشروعاً أو ملّفاً فردياً يتعلق بإطلاق سراح موقوف أو تسوية وضع آخر أو إعادة مخطوف لأهله وبالتالي يجب أن ينعكس مشروع المصالحات على هذه المناطق برمتها من النواحي المعيشية والتنموية والخدمية.
ودعا الوزير جميع المتطوعين في مشروع المصالحة الوطنية للعمل بنزاهة ومسؤولية وطنية خالصة وضمن فريق واحد له مرجعية واحدة على نطاق المحافظة منعاً من الازدواجية والفوضى والابتزاز بحق المواطنين والتي شابت عمل بعض لجان المصالحات خلال الفترة الماضية ما أساء لوزارة المصالحة الوطنية ومشروعها.
وأكد أن مشروع المصالحة الوطنية بات قدراً للسوريين بعد أن كان في بداية الأزمة خياراً يمكن أن يسلكوه وهذا يتماشى مع توجيهات القيادة السورية ممثلة برئيسها السيد بشار الأسد عندما قال منذ بداية اندلاع الأحداث إن الحل في سورية سياسي وعبر المصالحات الوطنية المبنية على التسامح والتآخي ونكران الذات.
وختم الدكتور حيدر بالقول إن المعني بالمصالحة الوطنية هم أبناء الوطن الذين غرّر بهم وحملوا السلاح بوجه الدولة وانحرفوا عن جادة الصواب والذين ينبغي عليهم العودة إلى حضن الوطن وليسوا لأولئك الغرباء التكفيريون والإرهابيون الذين لا ينفع معهم سوى المواجهة والتصدي لدحرهم وإفشال مشروعهم الطائفي والفتنوي الرامي إلى تغييب الهوية الوطنية المعهودة للسوريين الذين يفخرون بها منذ أقدم العصور.
بدوره محافظ حماة أكد أن اللقاء يهدف إلى استعراض واقع المصالحات الوطنية التي تمّت خلال الفترة الماضية وفرق عملها ومهامها وصلاحياتها وتدارس السبل الكفيلة لإنجاحها بشكل أكبر واستكمالها في مختلف المناطق داعياً إلى تكثيف الجهود لحثّ المواطنين الشباب للالتحاق بخدمة العلم الإلزامية والاحتياطية كونها واجباً وطنياً لرفد الجيش بالعنصر البشري للدفاع عن سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة أرضها وشعبها.
وقدم محمود سباهي رئيس اللجنة الأهلية للمصالحة الوطنية في حماة مداخلة تركزت حول ضرورة الحفاظ على ممتلكات أهالي المناطق التي يتمّ تحريرها من المسلحين وضرورة إعادة النظر في الموقوفين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ومضى على توقيفهم سنوات دون عرضهم على القضاء مشيراً إلى أن هناك عملية مصالحة وطنية ستتم خلال الفترة المقبلة في مختلف مناطق حماة بعد إعادة الأمن والأمان إليها.
وخلال اللقاء تمّ طرح مداخلات من الحضور تمحورت حول تمتين روابط العلاقات مع المغتربين والمهجرين والتواصل معهم وصولاً إلى عودتهم إلى حضن الوطن للمساهمة في إعادة الإعمار وتشكيل رابطة للشهداء ذات طابع اقتصادي تعنى بتحسين أوضاعهم المادية والمعيشية والاجتماعية وتسهم في إيجاد مصدر دخل ثابت لهم وعدم الركون للمعونات والسلال الغذائية المقدمة لهم بشكل دوري وتذليل العقبات التي تقف عائقاً أمام نجاح مشروع المصالحة الوطنية.