ردود فعل غاضبة ومسيرات حاشدة عمت فلسطين من القدس الى نابلس وحيفا ويافا وغزا وطولكرم وفي الشمال والجنوب سلطت الضوء على الرفض القاطع لقرار ترامب القاضي نقل السفارة الاميركية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ»إسرائيل»، كما اندلعت مواجهات عنيفة عند مدخل رام الله الشمالي بين المواطنين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
امر استشعر به كيان الاحتلال خطراً محدقاً فكان الرد على حجم الخوف الذي انتابه من غضب الفلسطينيين فكانت الوحشية الطريق الاقرب للتصدي لتلك المخاوف، حيث قام جنود الاحتلال بعملية دهس بجيب عسكري أصيبت خلالها طفلة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات، بجروح وذلك في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
في حين القت القبض على شباب فلسطيني في شارع يافا بالقدس بتهمة الاشتباه بهم بذرائع مختلفة وأكاذيب ملفقة لتعيد اسطوانات مشروخة سابقة.
هواجس الحرب بدت واضحة من خلال الفعل الاسرائيلي والاجراءات المتخذة في الداخل حيث صادقت ما تسمى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع التابعة للكيان الاسرائيلي، مساء أمس، على مشروع قانون يمنح المجلس الوزاري المصغر لشؤون الخارجية والأمن «الكابينيت»، الصلاحية باتخاذ قرار إعلان الحرب أو شن أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى حرب.
حيث يرى مراقبون أن إسرائيل تستشعر الخوف وتقوم بالتحضير لهجمات عدوانية جديدة لمحاولة منع ظهور انتفاضة ثالثة تزلزل كيانها الغاصب.
قرار ترامب المجحف ووحشية إسرائيل المفرطة بحق القدس والفلسطينيين لم تمنع الاعراب من مواصلة سيرهم ضمن طريق الهوان واللامبالاة واتخاذ القرارات الضعيفة التي لاتقدم ولاتؤخر في الامر شيئاً، حيث اختتم وزراء خارجية الأنظمة العربية أول أمس، اجتماعهم الذي عقد في القاهرة بشأن قرار دونالد ترامب المجحف بحق العرب والفلسطينيين متخذين من الثرثرات والاقوال مكاناً للمواجهة دون الافعال.. لتبقى في نهايتها مجرد حبر على ورق.
وقد بين ذلك وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري الذي أبدى تحفظه على القرار الذي صدر عن جامعة الاعراب والذي وصفه بـ»الضعيف»، معرباً عن أسفه لرفض المقترح العراقي.
وكان العراق قد قدم مقترحا خلال جلسة وزراء خارجية العرب يتضمن اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس الشريف»، لكنه قوبل بالرفض بحسب ما قاله المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب في بيان أمس الاول. في حين قامت ما تسمى لجنة مبادرة السلام العربية بعقد اجتماعاتها قبل اجتماعات وزراء الخارجية العرب للنظر في التطورات الخاصة بالقدس لكن التنسيق كان على الشاكلة ذاتها بحيث لم تقدم أي خطوة فعلية على طريق التصدي.