تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماكريستـال.. لقيادة الحرب في أفغانستان؟

شؤون سياسية
الأثنين 22-6-2009م
غالب حسن محمد

اختار الرئيس أوباما الجنرال «ستانلي ماكريستال»، لكي يصبح قائداً لقوات حلف الناتو في أفغانستان.

لقد اتسم صعود هذا الجنرال للقياده بدوره المحوري وإشرافه على فرق العمليات الخاصة المتورطة في عمليات اغتيال وعمليات تعذيب منظمة، وقصف مجمعات مدنية ومهمات تدمير... وغيرها.‏

إنه تجسيد حقيقي للدموية والوحشية الحربية التي توافق التوسعات الإمبراطورية العسكرية. لقد أشرف ماكريستال منذ أيلول 2003 حتى 2008 على قيادة عمليات البنتاغون المشتركة الخاصة خارج الولايات المتحدة.‏

ومن أبرز سمات فرق الاغتيال الخاصة، أنها لاتميز بين خصم مدني أو عسكري، ولاتفرق كذلك بين الناشطين أوالمقاومين، والمتعاطين معهم.‏

إن باطن هذه الفرق الخاصة هو الإرهاب الحقيقي الذي طال قادة المقاومة في العراق وأفغانستان إضافة إلى القصف الجوي الوحشي الذي طال المدنيين دون هوادة.‏

إن تعيين أوباما لماكريستال قائداً لقوات الحلف في أفغانستان يعكس رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في تصعيد العمليات العسكرية في أفغانستان وباكستان.‏

البيت الأبيض والبنتاغون زعما أن تعيين ماكريستال كان بسبب ما أسمياه «تعقيدات الأوضاع في جبهات القتال» والحاجة إلى «تغيير استراتيجي».‏

ثمة علاقة دقيقة بين قرار أوباما، منع نشر مئات من الصور التي تكشف وتوثق للمزيد من عمليات التعذيب في المعتقلات التي أشرف على إجرائها المحققون الأميركيون، وقراره تعيين ماكريستال قائداً لقوات الحلف في تلك المنطقة والمعروف أن الفرق الخاصة بزعامة هذاالجنرال هي الأكثر تورطاً في عمليات التعذيب.‏

عندما ادعى أوباما أن نشر صور التعذيب الجديدة سيكون له أثر عكسي سلبي على القوات الأميركية كان في الواقع يراوغ الحقيقة لأن فضح الطرق والوسائل التي مارسها هذا الجنرال الوحشي طوال الأعوام الخمسة الأخيرة- تحت مظلة بوش وتشيني- سيضعف مقدرته على تكرار عمليات مشينة تحت إدارة أوباما.‏

وقرار أوباما إعادة تفعيل المحاكمات العسكرية السرية للأجانب في معتقل غوانتانامو يعتبر اجتراراً لسياسات بوش- تشيني- التي انتقدها أوباما وتعهد بإزالتها في حملته الانتخابية.‏

وكذلك يعتبر هذا القرار جزءاً من حملة تصعيد حربي وعسكري شاملة يبدو أن أوباما أصبح يتبناها، ويتزامن قرار أوباما «إعادة محاكمات غوانتانامو» مع تصديقه وموافقته على أن تجري أجهزة الأمن والشرطة الأميركية، عمليات رصد ومراقبة سرية واسعة على المواطنين الأميركيين.‏

إن اختيار هذا الجنرال على قمة قيادة القوات الخاصة الأميركية وقوات الناتو يعني ببساطة وضع شخصية لها باع طويل بالاغتيالات والتعذيب، وتوسيع أوباما الكمي والكيفي للحرب الأميركية في جنوب آسيا سيؤدي إلى فرار آلاف اللاجئين.‏

لأن لهيب الحرب والقصف الجوي الوحشي سيدمر ويحرق الأخضر واليابس من منازل ومزارع وقرى ومدن.‏

من الواضح أن إدارة أوباما تركز على إنجاح غزواتها العسكرية، وتجند كل الموارد لإدراك هذا الهدف، وفي سعيها لبسط هيمنتها تسحق جيوش أوباما بقيادة ماكريستال أي مقاومة تعترضها من دون اكتراث بالثمن الباهظ الذي تدفعه الشعوب التي يتم غزوها.‏

ولايبدو أن إدارة أوباما تضع في اعتبارها حالة الكساد والركود التي يمر بها الاقتصاد الأميركي، فعلى الرغم من فقدان ملايين الأميركيين لوظائفهم ومنازلهم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وانتفخت الميزانية العسكرية الأميركية، وزادت بمقدار 4٪ حيث فاقت هذه الميزانية في عهد أوباما 800 مليار دولار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية