تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صحة البدن و العقل عند الطفل

مجتمع
الأثنين 22-6-2009م
رشا ابراهيم

ينحرم أطفالنا من أشياء كثيرة في هذه الحياة، وفي مقدمتها تردي لياقتهم البدنية بسبب تقصير الوالدين في مساعدتهم على مزاولة القدر الكافي من النشاط في الخلاء، فالنشاط الهوائي يحافظ على سلامة قلوبهم ورئاتهم.

ولعل إرشاد الوالدين للطفل وجعل نفسيهما مثالين يحتذى بهما قد يعلمان الطفل التمتع بمباهج اللياقة البدنية، فالملاحظ أن الأطفال لا يحصلون بشكل منتظم مدروس على حاجاتهم من النشاط، وقد تبين في إحدى الدراسات أن الصغار الذين تراوحت أعمارهم بين السابعة والثانية عشرة أن 98٪ منهم يعانون من عامل أو أكثر من عوامل احتمال الإصابة بمرض قلبي بعد كبرهم، وسبب هذه الصورة أن الصغار قد أصبحوا من ضحايا مجتمع يهوى الجلوس والخمول.‏

وقد لا يعرف الكثيرون أن الأطفال قادرون على كسب نفس فوائد الرياضة التي يكسبها الكبار منها، وهذا يعني ضرورة اشتراك الأطفال في التدريبات الهوائية لتقوية القلب و بناء العضلات وخلق المرونة، وليس الهدف من ذلك إيصال الطفل إلى ذروة اللياقة البدنية في هذه السن الطرية، و إنما الهدف هو غرس حب الرياضة في نفوسهم لأن ذلك يساعدهم على الاحتفاظ بلياقتهم طوال حياتهم، و أكثر ما يتيح للطفل التعرف على مباهج القوة البدنية والمرونة و النشاط القلبي هو أن يمارس ألعابه المنشطة في سن مبكرة من حياته، لذلك يجب الأخذ بيد الطفل في هذه المرحلة ، فالطفل الذي لا يستطيع ممارسة بعض الألعاب الرياضية الجماعية في المستقبل قد يجد من الصعب عليه بعد عبوره مرحلة الطفولة أن يظل محافظاً على لياقته.‏

إن الأطفال غير اللائقين بدنياً لا يخسرون صحة الجسم فحسب، فالرياضة مهمة للتطور النفسي أيضاً، بل إنها قد تساعد الطفل في أعماله المدرسية كذلك، وقد أثبتت الدراسات أن العلامات الدالة على تقدير الذات و على مقدار الاختبارات النفسية قد ازدادت عند تلقين الصغار بعض التمارين الرياضية المتواضعة، كما لوحظ أن الفتى اللائق بدنياً أكثر تكيفاً مع متطلبات الحياة الاجتماعية من غير اللائق، بل إن الفتى اللائق بدنياً أقدر على تحصيل العلامات المرتفعة في الدراسة.‏

إن الأطفال محبون للحركة، والرياضة تعلمهم كيف ينتهون ويبذلون قصارى جهدهم ، و هم يحملون معهم هذه الصفات إلى الصف الدراسي، ولكن إذا كانت التمارين قاسية مملة وتبدو بعين الصغير كالأشغال الشاقة، فإنها يمكن أن تؤذي بدلاً من أن تفيد الروح المعنوية عند الصغير، وهنا يأتي دور الوالدين فالطفل يجب ألا يفتقر إلى مثال نشيط يحذو حذوه لأنه سيبقى في وهم خطير بأن صحته على ما يرام.‏

إن الاتصال الجسماني مع الوالدين هو الخطوة الأولى نحو تطوير المهارات الحركية عند الطفل، لذلك صحة الطفل ولياقته البدنية تقع على عاتق والديه حتماً، فلا بد أن يكونا المثال الأمثل أمام أطفالهما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية