وقد يؤدي الأمر إلى فقدان الطالب درجات امتحانية ليست بقليلة إضافة إلى أخطاء كثيرة يقع فيها الطالب نتيجة عدم تعرفه على الورقة الامتحانية وكيفية التعامل مع المسودة والمبيضة، فمثلا تتمة إجابة السؤال الأول يجدها المصحح في آخر الورقة وتتمة جواب السؤال الأخير في بداية الورقة أو في المكان غير المخصص للكتابة.
تصحيح الأوراق الامتحانية ليست بالعملية السهلة بل تتطلب الجهد والزمن والدقة وطولة البال وبناء على العلامة المعطاة يتحدد مستقبل الطالب، والأمر الذي يجب أن يتيقن منه الطالب أن نسبة الخطأ في عمليات التصحيح تكاد تكون معدومة.
التصحيح بالأحمر والتدقيق بالأسود
تقول أمل طلفاح ممثلة مدينة دمشق لمناقشة سلالم الثانوية (في مركز علم الأحياء في دار السلام الفرع العلمي) : قسم المصححون إلى خمس لجان كل لجنة مكلفة بتصحيح عدد محدد من الأسئلة تصحيح بالقلم الأحمر، ومن ثم تدقق الأوراق بالقلم الأسود ثم يقوم رئيس اللجنة بأخذ20٪ ويدققها بالقلم الأخضر وعندما ينتهي تصحيح الورقة بشكل كامل من قبل كل اللجان يقوم الموجهون بتدقيق 5٪ للتأكد من سلامة التصحيح.
مراكز التصحيح مجهزة بكل مايلزم المصحح ويؤمن له الراحة في العمل إضافة إلى أن تعويضات التصحيح قد ارتفعت هذا العام ما يعطي المصححون دفعا معنويا، كذلك اهتمام السيد وزير التربية من اللحظات الأولى ومراقبته سير العمل وإصدار توجيهات لإتمام عملية التصحيح بالشكل الأمثل وقد تم اختيار المصححين من قبل الموجهين الاختصاصيين من مدرسي المادة للشهادة الثانوية ومن أصحاب الكفاءة والخبرة وتم تفريغهم للتصحيح فقط.
الأنسة ملك خالد رعد رئيسة لجنة مدرسة علوم في ثانوية يوسف العظمة تحدثت عن قلق الطالب أثناء الامتحان وانعكاس ذلك على إجاباته وترتيب ورقته الامتحانية حيث قالت: قد نجد جوابا لسؤال مافي ثلاثة أماكن في الورقة ومع أننا لانعير هذا الموضوع أي أهمية في تقدير الدرجات ولكنه يتعب المصحح ،إضافة إلى أن بعض الطلاب قد يكتبون الإجابة بالقلم الرصاص وهذه الإجابة حتما لاتصحح ولاتحسب وإن كانت صحيحة وكثيرون يخطئون في كتابة الأحرف والمصطلحات الأجنبية ومن الأهمية بالنسبة للطالب أن يخصص عشر دقائق على الأقل لمراجعة ورقته الامتحانية.
السيد محمد مطاع الخراط أمين سر المركز مدرس علوم قال: الاعلام مقصر في حق الطالب ولاسيما بالنسبة لاطلاعه على الورقة الامتحانية والتعرف عليها قبل وقت الامتحان وهذه المشكلة قد تحل في بعض المدارس عن طريق شرح المدرسين ولفت انتباه الطالب إلى كيفية الإجابة وفي المكان المخصص والذي يصحح، أما بالنسبة للأحرار فتبقى المشكلة قائمة، وعلى الطالب عدم اعتماد النوطات الجاهزة في الأسواق وقراءة الكتاب من أول صفحة حتى آخر صفحة بعيدا عن توقع أي سؤال واستبعاد آخر، إضافة إلى ضرورة تقديره الزمني للإجابة عن كل سؤال امتحاني.
ويضيف الأستاذ محمد علي عقيد رئيس لجنة ومدرس علوم في ثانوية الباسل للمتفوقين قائلا: من المؤكد أن الأستاذ المختص يستطيع فك الخط مهما كان سيئا ولكن وضوح الخط وترتيب الورقة له أثر نفسي كبير على المصحح وتسهل عمليات التصحيح وتختصر الزمن، وبالنسبة للأسئلة بشكل عام- والعلوم خاصة- سهلة ومنطقية والطالب المتفوق يستطيع أن يقدر علاماته وينجح في المادة أي طالب يجيب على مسألة الوراثة وبعض التعاليل وعلامة النجاح هي/ 12/ ويعتبر أيضا ناجحا من حصل على /11وربع/ .
أخيرا معرفة طريقة تصحيح الأوراق الامتحانية من قبل الطالب تعطية التوجه الصحيح لأدائه في الاجابات وسلالم التصحيح لها محور أساسي واحد تدور حول مقارنة إجابة الطالب مع الاجابات الصحيحة مع شيء من المرونة وتقريب أفكار الطالب الصحيحة باتجاه السلم.
بدوري أقول: لا الحظ ولا المصحح ولامستوى الأسئلة هو المسؤول عن نجاح وفشل الطالب بل دافعيته وحماسه للدراسة من أول العام الدراسي والاستثمار الأمثل للوقت، فالدراسة التي تأتي من دافع ذاتي تساعد كثيرا على حفظ المعلومات ومعالجتها في الذاكرة.
وعلى حد قول موريس شربل: علينا أن نحقن أبناءنا الطلبة بفيروس الثقة بالنفس والاحساس بالمسؤولية والاستقلال الذاتي وهي كفيلة بتحقيق نجاحهم الدراسي.