وهم يعلمون أن المواجهة مع الغاصب الصهيوني تتطلب حشد الجهود والامكانات كافة، فتراهم يعكفون على الكتب ليتعلموا منها كيف يكون الإنسان الجولاني ابن العصر الذي يعيش فيه عصر الثقافة التي ترفض الحدود والحواجز وليتعلموا كيف يكون التعلق بالأرض والتشبث بكل ذرة تراب فيها ممارسة عملية يجسدها شباب الجولان على أرض الواقع خير تجسيد.
وتتحرك عواطف هؤلاء الشباب حين يلتقون بفتيات يشرقن بالجمال الجولاني العريق فيتذكر هؤلاء الشباب عندما يرون وجنات صبايا الجولان نكهة التفاح العريق في تلك الهضبة المباركة وعراقة الكرز الجولاني بادية على شفاه صبايا الجولان وهنا يفعل الحب فعله ويلتئم الشمل من جديد وتنعقد الأفراح معلنة عن زيجات طيبة بين شباب وصبايا الجولان.
الفرح هو العنوان العريض لتلك الزيجات لكنه فرح مشوب بتلك الغصة المطبوعة بطابع المرارة، ففي غمرة الفرح ترتسم لا شعورياً صورة الوضع الحالي، وضع الجولان الذي يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني، وتقفز مشاهد الأمس البعيد الذي يظل قريباً من ذاكرة كل مواطن من أبناء الجولان الغالي ويستعيد ما جرى خلال حرب حزيران عام 1967 عندما انهال الحقد الصهيوني على أرض الجولان ليزرع الخراب والدمار فيها وامتد حقده إلى أشجار التين والزيتون والأشجار المثقلة بالثمار الكريمة لينتقم منها انتقاماً يدل على وحشيته وهمجيته وتخليه عن الإنسانية.
وبعد أن فرغ العدو الصهيوني من الشجر انتقاماً انتقل إلى البشر فعمد إلى تشتيت عائلات الجولان وتمزيق أواصرها.
لكن عملية التمزيق والتشتيت هذه لم تثن أبناء الجولان عن متابعة نضالهم من جهة وعن الالتقاء بين الأسر والعائلات التي تقيم في الوطن الأم سورية، وأكبر دليل على ذلك الزيجات التي تمت والتي ستتم بين شطري الوطن تؤكد تمسك أبناء الجولان بهويتهم وانتمائهم فهم سوريون عرباً لا يمكن لأي محتل أن يفرق بين أبناء الوطن الواحد.
والأعراس التي يقيمها أبناء الجولان في شطري الوطن إنما تدل على أن محاولات العدو الصهيوني قد باءت بالفشل وأن مقاومة أبناء الجولان ستبقى حتى يتحرر هذا الجزء من الوطن الغالي لأن أبناء الجولان البواسل لن يستسلموا للواقع الذي يحاول العدو الصهيوني فرضه عليهم، وسيظلون يقاومون المحتل حتى يتحقق يوم الفرح الحقيقي, هذا اليوم الذي بات قريباً.