تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات لا تنسى..

هذا جولاننا
الأثنين 22-6-2009م
ميساء الجردي

مع كل صفحة تروى عن الذكريات في جولاننا تستثار فينا مشاعر عميقة تعيدنا إلى حيث كانت ولا تزال البقعة الغالية من وطننا الحبيب سورية،

هذه البقعة التي قرأنا الكثير عنها في الكتب وتعرفنا إلى البعض في أرضها التي تحررت بفعل حرب تشرين التحريرية، وبقي الجزء الأكبر منها تحت نير الاحتلال الصهيوني الغادر..حاولنا أن نستطلع آراء البعض من أهلها الذين يقيمون على مقربة من قراهم التي ما زال الاحتلال الغادر يجثم على ترابها، لكنهم آثروا أن يقيموا بالقرب من الحد الفاصل ما بين جولانهم الغالي وحيث هم يقيمون.‏

محمد الخالد أبو عبدو حدثنا عن ذكرياته التي ما زالت ماثلة في عقله ووجدانه كما يقول: أنا لن اتحدث عن قريتي التي هي جزء من أرض الجولان، سأتحدث عن ذكرياتي التي لن أنساها في كل بقعة أرض وطئتها في الجولان الغالي، وأنا عندما أقول ذلك لأنني تجولت كثيراً في القرى بحكم عملي الذي كنت أعمل فيه «بائعاً متجولاً» بين هذه القرية وتلك..كنت أحمل على دابتي أشياء كثيرة، وخاصة تلك التي تتعلق بزينة النساء اللواتي كن يتجمعن حولي..جميعهن يرغبن بشراء الكحل وغير الكحل يتزين لرجالهن..نساء الجولان رغم بساطتهن كن جميلات جداً..جميلات بأخلاقهن..بسلوكهن..بانتمائهن للأرض التي تدر الخير عليهن وعلى أسرهن.‏

ويضيف أبو عبدو: أنا رغم السنين التي تزيد عن اثنين وأربعين عاماً لتركنا لجولاننا الغالي ورغم كبر سني ما زلت أتذكر الأيام الجميلة التي كانت تجمع أبناء القرى وخاصة في الأعراس التي كانت بالنسبة لهم التجمع الذي يظهر من خلاله كل فرد مدى مشاركته مع أهل العريس وتقديم ما يجب تقديمه..ما زلت أتذكر حلقات الدبكة التي كانت تعقد قبل العرس وخلاله، الجميع يشارك..كنا نجد المشاركين يتوافدون من قرى بعيدة وهذا هو سر تلاحم أبناء الجولان اجتماعياً، نجدهم أسرة واحدة لا فرق بين غني وفقير.‏

وبيّن أبو عبدو مدى غيرة زوجته عليه وهو يتجول بائعاً بين القرى ظناً منها أن السنارة ستوقعه في عشق إحدى النساء اللواتي كان يبيعهن، لكن أبا عبدو كان يؤكد لزوجته أنه لايعشق سواها من النساء.‏

ويضيف قائلاً: أنت تسألينني عن ذكرياتي في الجولان، ذكرياتي لا يمكن أن تستوعبها صحائف أو مجلدات لأنني كما قلت لك في كل بقعة من تراب الجولان لي ذكريات، حتى مع الأشجار والأحجار كانت لي ذكريات مع الأشجار، حيث كنت اتفيأ بظلها وأنا أجوب بين القرى ومع الأحجار حيث كانت تصيب قدمي وأنا أسير لكنها ذكريات جميلة كجمال الجولان الذي حباه الله طبيعة فريدة.‏

بدورها أم عبدو قالت لنا: إن ما أشار إليه أبو عبدو هو ما نستمر عليه اليوم ونحن ننتظر يوم التحرير الكامل لأرض الجولان الغالي، وتعني أم عبدو هنا أن العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في الجولان قبل الاحتلال ما زال الكثير من الجولانيين متمسكين بها لأنها جزء لا يتجزأ من حياتهم وعلاقاتهم فيما بينهم...‏

صحيح أن التطور الحاصل في البلد قد ألغى الكثير من العادات والتقاليد لكن أبناء الجولان ما زالوا يحتفظون بهذه العادات التي لا تعتبرها أم عبدو عادات وتقاليد متنافية مع التطور والتقدم الحاصل في بلدنا لأنها ترى أن العلم الذي وصل إليه أبناء الجولان لا يلغي عادات وتقاليد متجذرة فيهم.‏

أم عبدو تذكر كيف كان زوجها يناكدها أثناء قيامه بجولاته على القرى ليبيع النسوة مايحمل، لكن نكده كان جميلاً كما تقول..‏

تلك بعض من الذكريات التي قد يتوافق عليها غالبية أبناء الجولان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية