ونحن عندما نقول ذلك لدينا العديد من النماذج للنساء الجولانيات اللواتي واجهن المحتل الصهيوني من خلال مشاركتهن في المقاومة الباسلة التي لقنت العدو والمحتل دروساً في الفداء والتضحية..فها هي الأسيرة المحررة المناضلة آمال مصطفى محمود من بلدة مجدل شمس واحدة من النساء السوريات اللواتي قاومن الصهاينة المحتلين لأرضنا الخيرة المعطاء.
آمال محمود الأسيرة المحررة اعتقلتها قوات العدو الصهيوني في 24/12/2001 بتهمة الاشتراك بخلية سرية وطنية تقاوم الاحتلال ونقل أسلحة للمقاومة الفلسطينية..تحررت من أسرها في عام 2006.
تقول آمال: لقد حملت شرفاً صنعته قبلي ماجدات خالدات من سورية على مر الزمن في النضال والتضحية والعطاء..أنا أحمل التاريخ النضالي للمرأة السورية في الجولان المحتل الذي يشكل جزءاً عزيزاً من أرض بلدي سورية..المرأة تشارك إلى جانب الرجل في النضال ضد المحتلين، وأشير هنا -تقول آمال- إلى تصدي المرأة الجولانية إلى محاولات الصهاينة لفرض الجنسية واستبدال تاريخنا وانتمائنا العربي السوري.
وهنا يبرز دور نساء الجولان في تربية جيل يقدس وطنه وأرضه ويفتخر بشعبه وتاريخه رغم سنوات الاحتلال الطويلة.
وتضيف قائلة: أنا أتشرف أن أكون أول امرأة تدخل المعتقلات الصهيونية إلى جانب زميلاتي واخواتي الأسيرات الفلسطينيات، حيث مثلت الساحة الوطنية في الجولان داخل تلك المعتقلات إلى جانب رفاقي الأسرى من أبناء الجولان المحتل الذين ما زالوا يتصدون بآلامهم وأوجاعهم للظروف اللا إنسانية داخل تلك المعتقلات.
آمال الأم لولد واحد تقول عن مسيرتها النضالية: نشأت في بيت متواضع، والدي فلاح بسيط ووالدتي امرأة جسور لم تعرف يوماً طعماً للفرح والهدوء، أشقائي سبقوني إلى طريق التضحية والفداء وأعمامي وأخوالي وهذا هو حال أبناء الجولان جميعهم.
قبل أن اعتقل كنت إحدى الناشطات في فعاليات وأنشطة الحركة الوطنية السورية في الجولان..شاركت في المخيمات كمتطوعة لتربية وتنشئة الأجيال على حب الوطن وعشق الإنسانية، وهذه المخيمات تعتبر عرساً وطنياً سنوياً لأطفال الجولان وحركته الوطنية، نمارس في هذه المخيمات السيادة الوطنية السورية على أرضنا رغم أنف المحتلين..العلم العربي السوري يبقى مرفوعاً والنشيد الوطني العربي السوري (حماة الديار) تطرب له الآذان كل صباح ومساء، هذا بالإضافة إلى الثقافة الوطنية والقومية التي هي جزء من ثقافة وطننا الأم سورية، تلك هي مسيرتي.
وعن سنوات أسرها تقول آمال: إن مسلسل التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال الصهيوني لم يؤثر على مواقفي الوطنية التي نذرت نفسي لتحقيقها..كنت اتحدى الإرهاب المنظم الذي كان يمارس بحقنا من قبل إدارة السجون لأن تلك الممارسات التي كنا نتعرض لها هي تكملة للممارسات التي يتعرض لها شعبنا داخل الأرض المحتلة في الجولان وفلسطين، لسنا بحاجة إلى كاميرات تصور تلك الممارسات التي كانت تمارس ضد الأسيرات والأسرى، أجسادنا العارية وآلامنا وعذاباتنا هي خير مثال على تلك الانتهاكات والممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.
وتتابع آمال قائلة: أربع سنوات ونصف السنة من الأسر كانت بالنسبة لي شريطاً حافلاً بالذكريات، هذه الذكريات التي زادتني إصراراً على متابعة النضال إلى جانب أخواتي وإخوتي من أبناء الجولان العربي السوري المحتل وأنا عندما أقول ذلك فأنا أؤكد أن الجولان المحتل سيبقى معقلاً ومدرسة وطنية ونضالية حتى يتحرر من أسره ويطرد المحتل الصهيوني ويعود الجولان إلى الوطن الأم سورية.
ويبقى أن نقول: تلك هي مسيرة المرأة الجولانية تماماً كما هي مسيرة كل امرأة سورية، هي مقاومة عندما يتطلب الأمر ذلك وهي ربة بيت من الطراز الأول ومربية أجيال لا مثيل لها، وإن آمال الأسيرة المحررة هي أنموذج لكل امرأة عربية سورية وضعت نصب عينيها مقاومة الاحتلال الصهيوني الجائم على أرضنا الغالية، فدخلت السجن وعذبت لكن ذلك لن يثنيها عن متابعة النضال إلى جانب رفاق الدرب في جولاننا الحبيب.
**
أسرانا لن ننساهم