|
التدخل المفضوح حدث وتعليق فإنه ما انفك يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذه الشعوب وعلى الأخص منها شعوب منطقتنا، وهو على الدوام يحاول أن ينصب نفسه وصيا عليها، مختصا لنفسه دور الأستاذ الذي يسمح لنفسه بإعطاء الدروس، فإذا أعجبته نتيجة انتخابات أو صبت في مصلحته أو في مصلحة بعض القوى المرتبطة به أسمعنا عبارات مديح تطرب لها الآذان، أما إذا خالفت توقعاته ورهاناته فإنه يعمد إلى التشكيك بها محاولا خلق الاضطرابات وإذكاء حالات شغب يمكن أن تبرر له التدخل لمصلحة جهة دون أخرى. أقرب الأمثلة على ذلك هو ردة الفعل الغربية على نتيجة الانتخابات الإيرانية التي جرت في أجواء ديمقراطية مشابهة لما يجري حتى في أوروبا، والتي أعطت نصرا مستحقا لا يمكن التشكيك به لمصلحة الرئيس محمود أحمدي نجاد على منافسيه وبفارق مريح وكبير من أصوات الناخبين تجاوز الأحد عشر مليون صوتا. لا شك أن ما دفع الدول الغربية للتدخل علنا وبشكل مفضوح في الانتخابات الإيرانية، وترويجها لشائعات حول خروقات ومخالفات شابتها لم يكن من قبيل حرصها على مصلحة الشعب الإيراني وعلى حسن سير العملية الانتخابية التي جرت بسلاسة وحرية، وإنما مرده إلى الخيبة التي منيت بها رهانات هذه الدول حول تغيير نهج الثورة الإيرانية، وعجز هذه الرهانات عن عرقلة مسيرة التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي التي تشهدها إيران منذ سنوات، وكان الأولى بهذه الدول أن تحترم خيار الشعب الإيراني بدل أن تتذرع بالديمقراطية لاشعال نار الفتنة بين مكوناته وتياراته السياسية. إن الاحداث التي تلت الانتخابات مباشرة وأجواء التشكيك والحملات الاعلامية القاسية أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة أياد غريبة تحاول إفساد المظهر الحضاري الذي جسده الإيرانيون أمام صناديق الاقتراع، واستعداد جهات معينة لسرقة الفوز الصريح والواضح لنهج الرئيس أحمدي نجاد، وإذا فتشنا عن الدوافع والأسباب الخفية لمثل هذا التدخل الغربي في شؤون إيران فسيقودنا البحث إلى موقف إيران من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ودعمها للمقاومة المشروعة في مواجهة هذا الاحتلال، وسنجد أن باقي الأسباب تفصيلات صغيرة يمكن التفاوض حولها. hsauood@yahoo.com
|