، وأكثر من هم شغفاً وحضوراً عبرها ، هم الشباب والطلبة ، فهم محورها ومحركها والأكثر فعالية في استخدامها وتفعيل وظائفها على اختلافها، من هذا المنظور كيف يمكن لها أن تلعب أدواراً إيجابية في مجال تواصل يعود بالفائدة على الطلبة ، حيث ذكرت أكثر من تجربة مفيدة، ضمن هذا التواصل ، وقد جمعت آراء عديدة ، كانت واحدة للوصول إلى اعلان عن موقف طلبة إحدى الكليات الجامعية من موعد الامتحانات المناسب لهم، ثم التحديد لوقت بعض الامتحانات، حيث تجاوب المعنيون بالأمر، وقد أدركوا وتأكدوا من إجماع هؤلاء الطلبة على هذا الموقف، وقد أثبتت الكثير من التجارب المشابهة، أن الطلبة هم الفئة الأكثر فاعلية في فرز واستثمار الفائدة من وظائف شبكات التواصل الاجتماعي، كونهم الأكثر خوضاً وتجربة في عوالمها، خصوصاً أن كل كلية جامعية لها صفحات عديدة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعية، بفعل نشاطات الطلبة ومبادراتهم، فكيف يمكن لهؤلاء الطلبة الاستفادة منها، وبأي أسلوب وفي أي مجال، عندما يستثمرونها بالشكل الإيجابي؟ سألنا أكثر من طالب جامعي في هذا السياق، فقالت الطالبة: (أماني صعب) كلية هندسة زراعية شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة اتصال هامة على الصعد كافة، وهي مثلها مثل أي وسيلة هامة، تتبع من يستخدمها وأهدافه، مثلاً نحن كطلبة تجمعنا ضمن جو اجتماعي خاص بنا، نتواصل عبره ونشجع بعضنا البعض، عبر تبادل المعلومات العامة والاختصاصية، والملاحظات والأفكار، ثم استذكار المعلومات المهمة في المنهاج الدراسي، خصوصاً أنه يوجد أكثر من صفحة لطلاب الهندسة الزراعية، حيث نتخابر ونتواصل عبرها مع الزملاء في كل مايخص حياتنا الدراسية من مواعيد الامتحانات إلى النتائج إلى تغيرات طارئة تتعلق بمواعيد المحاضرات وحذف بعض البحوث ويمكننا الطرح لأي شيء عبرها، سؤال أوملاحظة أو تعليق فيرد ويجيب، من يراها من الطلبة على بعضهم البعض، وبالفعل هذه الحالة تخلق نوعاً من التشجيع للطالب، والتمهيد لجو طلابي مريح ومساعد بكل معنى الكلمة، ويجعل الطالب في حالة تواصل تشجع على الدراسة والجو الدراسي، والنجاح والتحصيل ويشعر أنه يعيش جواً اجتماعياً خاصاً نقطة الاستقطاب الأهم فيه هي التعلم والدراسة وبرأيي هذه الحالة إيجابية جداً.
أما الطالب (أحمد الشيخ ابراهيم) كلية الهندسة الزراعية قال: شبكات التواصل الاجتماعي هي مجال واسع جداً وقد استفيد منها أحياناً في مجال الدراسة أو المعلومات بناء على إرشادات من أتواصل معهم من الزملاء الطلبة، في وقت أكون فيه بعيداً عنهم، خصوصاً في هذه الفترة فترة امتحانات، ونحن منقطعون عن الدوام الجامعي، وقد أحتاج إلى معلومات تفيدني قد تكون من خلال نصيحة ما بمراجع أوكتب، أو تجارب دراسية، فالمجال مفتوح بشكل واسع ومن أراد الاستفادة من هذه الحالة، فيمكنه ذلك بكل بساطة، كما أنها تمتاز من ناحية ثانية بخلق جو اجتماعي، يجمع الطلبة من عمر واحد، فالتجارب متقاربة والأفكار أيضاً حيث يمكننا الاستفادة من بعضنا البعض، حتى في هذا الجانب، لأن للطالب حياة اجتماعية، تحتاج إلى الكثير من الآراء الجديدة عليه، والاطلاع على معارف اجتماعية أخرى التي تغنيه كإنسان، وإن سمعنا عن بعض المساوئ التي تتهم بها شبكات التواصل الاجتماعية بكونها تأخذ الشاب من الواقع إلى عالم افتراضي لكن مثل هذه الصفحات التي تعود للكليات الجامعية ومعرفة الطلبة ببعضهم البعض يخفف من تأثير هذا الجانب، بل تعمق التعارف والتواصل ثم الالتزام بمعايير وضوابط محترمة بكل معنى الكلمة، حتى أننا نتبادل المشورة حول مسائل ترتبط بحياتنا، بأسلوب فيه الكثير من الاحترام والمودة والنصيحة، وهذه الفائدة تعتبر عامة عند الطلبة، لأن غالبية الكليات تمتلك صفحات عديدة على شبكات التواصل، ونتواصل عبرها دوماً كطلبة في أمور عديدة حتى في أمور عامة ترتبط بأحداث نتحاور فيها ونغني أفكار بعضنا البعض.
أما الطالبة (بشرى الأسعد) قالت: وجدت أن التواصل والعلاقات الاجتماعية إن صح القول عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيها الكثير من الفائدة على الصعيد الشخصي، وما يتعلق بحياة الشاب والطالب إن كان في مجال الدراسة وربط الطالب مع جامعته وطلبتها عبر أشكال علاقات عديدة قد تكون صداقية أو دراسية أو فيما يتعلق بالهموم العامة، التي تجمع كل الناس بما فيهم الطلبة بكونهم شباباً مندفعين، يقدمون آراءهم فتعطيهم هذه الوسيلة امكانية الحوار، وتبادل وجهات النظر خصوصاً في هذه الفترة، حيث تكثر فيها الأحداث المؤثرة، التي تجبر الجميع على الحديث فيها، فكم رأينا بوحاً وهموماً وقلقاً عبر التعليقات كلها حول الوطن، وما ألم به فهذه الشبكة اخترقت حياتنا ونقلت دواخلنا إليها، ويتحول التواصل فيها إلى شكل إيجابي كونه يتم عبر أجواء طلابية، والطلاب جميعهم يعرفون بعضهم البعض من خلال صفحات كليتهم الخاصة بهم، وهذه الخصوصية في الاستخدام لاشك تتوجه في أيدي الطلبة إلى الوظيفة الأكثر فائدة من وظائفها العديدة، وعلى عكس التواصل العشوائي ذاك الذي يتواصل فيه الفرد مع أناس لايعرفهم وهذه بحد ذاتها تحمي الطالب من الكثير من السلبيات التي تعود على الشاب الطالب، دون أن ننكر أهمية هذه الوسيلة في كل الاتجاهات إن تم التعامل معها بالشكل الصحيح والواعي.
فشبكات التواصل الاجتماعي وسيلة حضارية متقدمة، تحمل بين طياتها وظائف واسعة في كل الاتجاهات، فهي مصدر للمعرفة ووسيلة اتصال وإعلام ووسيلة ترفيهية وغيرها الكثير، وإن اتهمت أحياناً بإبعاد الناس عن محيطها الحقيقي وما ينتج عنه، وها هي مع مرور الوقت تفرز تلقائياً الجوانب الإيجابية الكثيرة، طبعاً بحضور شروط مثلما طرحها الطلبة، فكانت جوانب مهمة في هذا السياق من شأنها أن تترك الآثار الأكثر فائدة وإيجابية على أصعدة دراسية واجتماعية وحوارية وغيرها.