تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حســــين جمعــة: حضارتنــا أقــوى مـــن مؤامراتهـــم

ثقافة
الثلاثاء 11-9-2012
فاتن دعبول

كل من يدقق في الأزمة السورية التي اندلعت شرارتها في 15/3/2011 يدرك إلى أي حد بلغ استهداف سورية حين تغير موقف عدد من الدول عربياً وإقليمياً ودولياً تجاهها، استجابة للرغبة الأميركية في تغيير النظام الوطني فيها، ثم إسقاطه.

ويرى د. حسين جمعة في كتابه «سورية، الاستهداف،والمؤامرة» أن الغرب عامة والولايات المتحدة على وجه الخصوص، يسعيان للسيطرة على منطقتنا العربية والهيمنة على العالم، ويعملان جاهدين على إنجاز مخططات ذات مستويات عدة «سياسياً وعسكرياً وتقنياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً» إضافة إلى مساعدة الكيان الصهيوني في فرض سياسة عدوانية استيطانية استعمارية في المنطقة لايستطيع غيره أن يزاولها..هذا إلى جانب أن الدوائر الغربية والصهيونية، لم تعد تقتنع باتفاقيات التقسيم القديمة، ومشاريع الاستعمار التقليدية فابتكرت أساليب جديدة تواكب تطور الذهنية المعرفية الجديدة، بمثل ما تستجيب لمشاعرها النفسية العدوانية والاستعلائية المتنامية..‏

وليست سياسة الفوضى الخلاقة أومفاهيم العولمة.. بعيدة عنا، وكلها أتت في صميم مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، أومشاريع الغزو العسكري المباشر من أجل إعادة رسم خارطة المنطقة.‏

ويبين د. جمعة أن الإدارات المتعاقبة على الولايات المتحدة وجدت ضالتها في الأحداث الجارية في الوطن العربي ورأت أن الفرصة مواتية لتحقيق أهدافها ومصالحها سواء عن طريق ماسمي منظمات المجتمع المدني أو المعارضات في الداخل والخارج مستغلة الخلافات الدولية والتوترات والاضطرابات الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمعات في أوطانها ماساعد أميركا وحلفائها على تنفيذ استغلال الشعوب ومواردها الطبيعية والبشرية.. وفضح بدوره في كتابه، مشروع الولايات المتحدة وحلفاءها في تدمير ممتلكات الأمة ومشروعها القومي بحجة مكافحة الإرهاب قائلاً: « إنهم هم من يصنعون الإرهاب والعنف والقتل ويدعون إلى إشاعة الحرية في حين هم من يكبل حرية الآخر لمصلحة مايرغبون إليه، كما حصل في العراق وفلسطين والصومال وأفغانستان ولبنان، وكما تتوخاه في سورية، فتعلن مثلاً على الملأ أنها لاتريد تسليح المعارضة السورية، بينما ترسل الإشارات الكثيرة لتقديم كل أشكال الدعم العسكري لها من حلفائها.‏

قسم الباحث د.جمعة كتابه إلى أقسام ثلاثة، هي المؤامرة ومشروع الفتنة والتفتيت عالج فيه طبيعة المؤامرة ووظيفتها بوصفها تستهدف المنطقة بالفتنة والتقسيم وسرقة الموارد، حيث توقف عند مفهوم المؤامرة وأهدافها في ظل الأوضاع التي تسود الوطن العربي مستغلاً العناصر المذهبية والطائفية..‏

ويهتم القسم الثاني بالجولان مفتاح الحرب والسلام، تحدث فيه عن أهمية الجولان ومكانته التاريخية والجغرافية، ماجعله محط أطماع واستهداف من الصهاينة، متطرقاً إلى إجراءات الاحتلال الباطلة التي قام بها بضم الجولان وإصرار سورية على تحريره، ماجعله مفتاح الحرب والسلام..‏

وأوضح د. جمعة في القسم الثالث أشكال الاستهداف والتآمر على الصعيدين الخارجي والداخلي ليضع بين يدي القارئ كيفية المواجهة والرؤية المستقبلية لسورية..‏

وانتهى به الحديث ليؤكد أن الانتماء الوطني يدفعنا جميعاً إلى أن نبني حياتنا متوافقة مع روح الإخاء والتسامح والأمل، ومهتدية بحق الرحمة والعدل الاجتماعي، ومخلصة للقيم والأخلاق النبيلة..‏

فلا يجوز أن يقال: إن السوريين خربوا وطنهم بأيديهم.‏

الكتاب من منشورات تكنوآرت للطباعة والإعلان يقع في 195 صفحة من القطع الكبير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية