ونسف كل المعاهدات والاتفاقيات بينهما في الوقت الذي فتح الحدود التركية لتمويل المسلحين وتهريب السلاح وجعل من اراضيه قاعدة انطلاق للارهابيين والتنظيمات التكفيرية والاجرامية الامر الذي اثار مخاوف الاوساط السياسية والشعبية التركية ففي الأمس اكدت الجبهة الشعبية في تركيا ان سورية تتعرض لمؤامرة واضحة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ودول أخرى بينها السعودية وقطر اللتان تقدمان المال وترسلان المرتزقة والمسلحين إلى سورية من ليبيا والشيشان واماكن أخرى بمشاركة تنظيم القاعدة بحجة انهم داعمون للحرية والديمقراطية وهم ابعد ما يكونون عن ذلك.
وقالت الجبهة في بيان لها ان حزب العدالة والتنمية لا يتخلى عن اداء دوره الوظيفي بان يكون احدى ادوات الامبريالية ضد سورية حيث جعل تركيا مقرا للاعتداء على سورية وقاعدة لانطلاق المسلحين اليها وممرا لتزويد المسلحين بالسلاح الثقيل كالمدفعية ومضادات الطيران وتجهيزات حربية متنوعة.
ورأى البيان ان الاعتداءات المستمرة على سورية ودعم المسلحين بكل انواع الدعم بما فيه تزويدهم بالسلاح يهدف إلى استسلام سورية لانها تشكل عقبة امام سياسة الهيمنة الامبريالية بما تمثله من استقلال وسيادة على اراضيها مؤكدا انه من حق الشعب السوري وجيشه الدفاع عن وطنه وارضه وهذا حق شرعي على رغم تشويه الاعلام التركي والامبريالية لما يقوم به الجيش السوري.
وتساءل البيان لماذا جعل حزب العدالة والتنمية تركيا مقرا للاعتداء على سورية أمن اجل ان يحصل على الاطراء الامريكي، مضيفا انه رغم محاولة رجب طيب اردوغان اخفاء دوره ودور حزبه العدائي لسورية الا ان الاعلام يفضح هذا الدور وقد تجلى في عدة امور منها دخول سيارة الاسعاف التركية إلى الاراضي السورية والحادث المروري الذي كشف وجود اسلحة في داخلها اضافة إلى تدريب المسلحين في اسكندرون واضنة واسطنبول وانقرة كما عرض منذ مدة مقطع مصور يبين عددا من المسلحين يتحدثون التركية بطلاقة فهل اصبح لدى المسلحين السوريين هذه القدرة للتحدث باللغة التركية بطلاقة وهل الاستخبارات التركية وضباط الجيش يشاركون في العمليات العسكرية على الاراضي السورية، وحذرت الجبهة في بيانها من ان هذه الحرب التي تخوضها الامبريالية وادواتها تهدف إلى تقسيم البلدان على اساس طائفي واثارة الفتن بين الامم وتؤكد الحرب التي تشن على سورية رغبتهم بتدميرها وتقسيم المنطقة على اساس طائفي وديني غير انهم لن يفلحوا في ذلك بسبب صمود وثبات الشعب السوري.
وفي سياق متصل أكد الكاتب الصحفي التركي مردان ينارداغ ان حكومة حزب العدالة والتنمية تجري مساومة سرية وقذرة على دماء ابناء الشعب التركي خدمة لمصالح الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين الذين يدفعونها الى هاوية الحرب مع سورية لافتا الى ان اعلان حلف الناتو نيته عدم التدخل العسكري المباشر في سورية يعني توكيل تركيا بهذه المهمة.
واوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة يورت التركية أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ينتسب الى ذهنية رجعية ويسعى في كل فرصة الى التحريض على الطائفية من خلال سياساته وخطاباته دون ان يأخذ بعين الاعتبار البنية الهشة في تركيا حيث يتكلم و يقوم بتقسيم وتفريق المجتمع دون ان يحترم العقائد والمذاهب الدينية الأخرى.
وقال الكاتب ان اردوغان يستخدم الاسلوب الذي يتبعه الديكتاتوريون في تعاطيه مع المعارضة التركية حيث يعلن انه فوق القانون ومجلس النواب وأنه الشخص الوحيد المخول باتخاذ القرارات وانه هو القانون والدولة.
وتابع الكاتب ان حكومة حزب العدالة والتنمية وجماعة فتح الله جولان الائتلافية تعتبر معارضة الحكومة جريمة و لانها تعتبر نفسها الدولة تصف المواقف المعارضة بمحاولة تنفيذ انقلاب ضد الحكومة.
وبين الكاتب ان حكومة اردوغان سمحت بانتشار قوة عسكرية اجنبية فوق الاراضي التركية بدعم ورغبة من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا واسرائيل بهدف تغيير الحكم الشرعي في دولة جارة دون ان تأخذ موافقة البرلمان التركي لافتا الى ان الحكومة تنتهك القوانين الدولية والدستور التركي وترتكب جريمة يجب محاسبتها عليها.
وأشار الكاتب الى ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيين يسعون الى اشعال الحرب بين تركيا وسورية دون ان يتدخلوا في هذه الحرب بشكل مباشر لمنع تدخل روسيا والصين وايران في هذه الحرب بذريعة انها حرب بين دولتين.
واعتبر الكاتب ان موقف روسيا الصلب والرافض للتدخل العسكري في سورية والتحذير من حرب نووية واعلان ايران عن الرد على اي اعتداء ضد سورية يبرهن على زيادة احتمال نشوب حرب اقليمية في المنطقة لافتا الى خطورة اشعال حرب اقليمية او عالمية في المنطقة.
وشدد الكاتب ينارداغ على ان الشعب السوري الذي يقاوم الرجعية والامبريالية سينتصر على هذه القوى حيث سيشكل هذا الانتصار هزيمة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين ونهاية حكم حزب العدالة والتنمية التي ستنهزم امام انتصار الشعب السوري على المؤامرة التي تستهدفه.
بدوره كشف موقع صول خبر التركي ان حكومة اردوغان التي تغلق مخيم ابايدين في وجه النواب الاتراك تفتحها امام المسؤولين الامريكيين مؤكدا ان السيناتور الامريكي بوب كوركر والوفد المرافق له زار مخيم كيليس للاجئين السوريين وعقد اجتماعا مع اعضاء في المعارضة السورية وذلك بعد ايام من منع نواب حزب الشعب الجمهوري من الدخول الى مخيم ابايدين.
واشار الموقع الى ان كوركر نشر على موقعه الالكتروني خبرا حول هذه الزيارة اكد فيه انه شاهد اعمال الحكومة التركية الانسانية حسب زعمه.
ولفت الموقع الى ان الكاتب يلماز بولات نشر مقالا في صحيفة يورت حول هذه الزيارة اشار فيه الى اجتماع كوركر مع زعماء المعارضة السورية في المخيم وقال ان كوركر ليس سيناتورا عاديا وانما عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي حيث طلب من الرئيس الامريكي باراك اوباما في مشروع قرار مشترك مع السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا جيم ويب اعداد تقرير سري حول المعارضين السوريين .
وبين بولات ان السيناتور كوركر لا يستفسر عن اوضاع اللاجئين المعيشية وظروفهم الانسانية بل يطلب معلومات حول الاسلحة التي يملكها مسلحو المعارضة.
واكد الكاتب ان التقرير المذكور يشير الى ان مجلس الشيوخ الامريكي سيقدم مساعدات للمعارضة السورية في موضوع السلاح والمواضيع الأخرى مضيفا.. لا نعلم ان كان اوباما قد ارسل التقرير المذكور للسيناتورين و لكن نتوقع ماهية الحديث الذي دار بين كوركر والمعارضة السورية في مخيم كيليس.
من جهة أخرى اشار الموقع الى ان منطقة اسكندرون من اكثر المناطق تأثيرا بالاحداث الجارية في سورية لافتا الى ان سكانها قلقون جدا ويجهدون في مقاومة سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية التي حولت منطقتهم الى قاعدة للعصابات المسلحة والمجموعات المتطرفة.