انطلاقاً من إلزامية التعليم و إيمانها بأن الشخص المعوق إنسان فاعل و قادر على العطاء و الإبداع ، لذلك تبنت الوزارة الدمج التعليمي لذوي الإعاقة ، ليصبح الدمج الشمولي منطلقاً لتطوير الجودة في التعليم ، بهدف بناء سياسات و ثقافات و ممارسات دمجية تسعى لتوفير الكوادر العلمية و التربوية المؤهلة للتربية ، و تعليم الأطفال المعوقين و توعية الأسرة و المجتمع بأهمية دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية ، لتحقيق فرص متساوية للتعلم و النمو من خلال نظام تعليمي ديمقراطي لتحقيق مزايا الدمج التعليمي و الاجتماعي ..
المدارس الدامجة و إستراتيجية الوزارة لتحقيق أهدافها على أرض الواقع و مبررات الدمج و فوائده و واقع هذه المدارس في ظل الأزمة محاور هامة تناولتها الأستاذة سبيت سليمان من وزارة التربية - مديرية البحوث ضمن أعمال الورشة الوطنية الأولى للطفل ذي الإعاقة ، حيث أشارت أن لدى الوزارة 75 مدرسة دمج بعد التوسع موزعة على المحافظات كافة تضم 1149 طفلاً معوقاً مدمجاً و يشرف عليهم 1318 معلماً مؤهلاً ، و هذه المدارس تنطلق من رؤية الوزارة لتعزيز نوعية التعليم و تطبيق مبدأ الجودة الشاملة في التربية ، و تعمل وفق المبدأ الأساسي لمفهوم الدمج ، وهو أن الأطفال جميعاً يجب أن يتعلموا معاً قدر الإمكان ، بغض النظر عن أي صعوبات أو اختلافات بينهم ، كما ينبغي أن تعترف بالتنوع وتتقبل تعدد أساليب التعليم المختلفة ، من خلال مناهج وهياكل تنظيمية واستراتيجيات تعليم مناسبة ، حيث تتطلب تعديلاً هندسياً للمدرسة لتجهيز غرفة مصادر بكافة الوسائل اللازمة ، و لتحقيق الأهداف الرئيسية للدمج تعمل الوزارة على التنظيم والتنسيق الشمولي والتوعية من خلال التعاون مع الإعلام والمديريات المعنية في وزارة التربية والمنظمات الشعبية والمجتمع المحلي ، حيث تم بناء منظومة فكرية جديدة للتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة ، و التنسيق الشمولي مع الجهات المعنية الحكومية والأهلية ، و إعداد وتنفيذ ورشات عمل للتوعية بعمل هذه المدارس لكل من الأطفال ذوي الإعاقة والأهالي والمجتمع المحيط بالمدرسة ، و المشاركة التلفزيونية ببعض البرامج بهدف التوعية ونشر مفهوم الدمج .
و في مجال تدريب الكوادر المؤهلة لفتت سليمان أن الوزارة تعمل على بناء وتنمية القدرة المؤسسية بهدف توفير بناء تنظيمي ووظيفي وبشري ومعلوماتي متخصص بأنشطة الدمج مؤهل وقادر ومبادر وديناميكي متجدد ، حيث تم تنمية قدرة العاملين في الدمج على «التخطيط» واتخاذ القرار من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية ، وتطوير قاعدة بيانات واقع الإعاقة في مدارس القطر كافة ، و إجراء دورات تدريبية تتعلق بالدمج داخل وخارج القطر ، و قد تم تأهيل 1500 معلم في المدارس الدامجة ، و بناء كادر مؤهل ومتخصص في مجالات الإعاقة كافة السمعية منها والبصرية والحركية وغيرها... على نحو ينعكس إيجاباً على الأداء ويجعل من أنشطة الدمج فاعلة قابلة للنمو والقياس ، فتم إقامة دورات و ورشات عمل مستمرة لكل من الكادر الإداري والتدريسي في المدارس المختارة لعملية الدمج ، و إقامة دورات مستمرة حول صعوبات التعلم لمعلمي الصفوف العادية ، و معلمي غرف المصادر في المدارس الدامجة ، و إقامة دورات حول الإعاقة البصرية - لغة برايل ، و تشكيل فريق محلي للدمج في المحافظات كافة ، و توعية المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس كافة ، و إقامة دورات للعاملين في الإدارة المركزية والإدارات الفرعية ، كما تم العمل لتطوير البيئة الدراسية والبنية الأساسية من خلال توفير بيئة ومناخ دراسي داعم ، وتطوير وسائل ومعينات فردية وجماعية تعليمية وتدريبية تزيد من فاعلية التعليم ، و بناء عليه تم إعداد الكود الهندسي و إجراء تعديل هندسي في المدارس الدامجة ، و تم إحداث 75 غرفة مصادر في المحافظات كافة .
بسبب الأزمة ..
مدارس خارج الخدمة
كما كل القطاع التعليمي في سورية فقد تأثرت المدارس الدامجة بسبب الأزمة الراهنة و سخونة بعض المناطق في محافظات القطر ، فقد أشارت سليمان إلى خروج عدد من المدارس الدامجة من الخدمة ، ففي ريف دمشق و حلب و القنيطرة و الحسكة خرجت مدرستان من كل محافظة ، و في درعا و إدلب و دير الزور خرجت ثلاث مدارس من كل محافظة ، و في اللاذقية و حماة خرجت أربع مدارس من كل منهما ، و خرجت خمس مدارس في كل من طرطوس و الرقة و حمص و السويداء .
تعاون و تنسيق
و ضمن ضمن رؤية ورسالة وزارة التربية وفي إطار الخطة الوطنية للإعاقة وحقوق الأطفال المعوقين تسعى الوزارة حالياً إلى تلبية احتياجات جميع الأطفال وتحسين العملية التربوية لتقبل جميع الأطفال ذوي الإعاقة للوصول إلى الدمج الشامل وخدمتهم اجتماعياً و تربوياً وتعليمياً ، و التنسيق البنّاء بين وزارة التربية وباقي الوزارات والمنظمات التي تهتم بذوي الإعاقة ، و التوسع الدائم في إحداث مدارس دامجة في المحافظات كافة ، و التدريب المستمر( لمنسقي الدمج- معلمي غرف المصادر - الكادر الإداري والتدريسي في المدارس الدامجة) ، و إقامة ورشات عمل لأسر الأطفال ذوي الإعاقة لتأهيلهم لكيفية التعامل مع الإعاقة التي يعاني منها أبناؤهم .
وعن احتياجات العمل في المرحلة القادمة أو ضحت سليمان أن الوزارة ستعمل على رفع قدرات الكوادر البشرية المركزية و المحلية و المتابعة الميدانية بشكل دوري لرصد احتياجات الفئة المستهدفة ، و الاهتمام بتوثيق العمل بشكل منهجي مستمر ، و تعميق خبرات العاملين بالدمج من أعضاء التربية الخاصة و الاطلاع على تجارب الدول المجاورة ، و الاطلاع على خطط الجهات الأخرى المشاركة في تنفيذ الخطة الوطنية بهدف التنسيق و التعاون ، و تقييم العمل بشكل متكامل في المدارس للتخطيط و تحقيق الهدف المطلوب على المدرسة و الطفل و المجتمع ، و تحديد أدوار جميع الدوائر و المديريات المعنية في وزارة التربية و الفريق المركزي للدمج ، و التنسيق و التواصل مع الإعلام في مجال التوعية حول مفهوم التعليم الدمجي ، و التعاون مع وزارة التعليم العالي لتضمين مناهجها مفاهيم الدمج و كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، و مشاركة المجتمع المحلي في دعم عملية الدمج التعليمي و تفعيل العمل التطوعي لمساندتها وصولاً لتحسين واقع مدارس الدمج .