وبهذه الثلاثية الجميلة التي يحملها العنوان في كلماته وبمشاركة من شباب باحوا بأحاسيسهم عبر كلمات مرصوفة كل على هواه قال أول الصاعدين إلى منبر الأدب الشاعر فراس ديوب «إن المهرجان مشاركة جميلة لأنه يجمع في ظروف صعبة تمر بها سورية عددا من الشباب» وبقصيدة تحت عنوان «قطوف البدء» قال.. أوميت لي.. أن الطريق طويل وأنا المسافر دربها.. وأنا المغامر والقتيل لا أرى أفقا اليها.. وانتظار خانه الوعد المهشم.. والدليل وعبرت قصيدة الشاعر قاسم برنية ذي العشرين عاما عن حبه لدمشق الياسمين فقال.. وأنا ما أنا من دونها.. ضللت الطريق.. ضللت عنواني أسير في شارع الحمراء..أفتش عنها وكأني أطارد خيط دخان.. في بيروت تشابهت عندي كل الوجوه.. فلا أرى وجه سارة ولا حتى وجه أماني.
وكانت قصيدة الشاعر محمد رضا الرفاعي بعنوان دمشق عشقي.. لي في دمشق غرام لست أنكره.. ولست أنكر اني في الهوى ثمل ولست أنكر ان العشق أتلفني.. حتى تعادل عندي المر والعسل أهوى الوقوف على أهداب مقلته.. كدمعة ذرفت شوقا لمن رحلوا والقت الشاعرة لينا حاتم قصيدة شعرية بعنوان «دمشق» قالت فيها دمشق تدعوني لأحل فيها ضيفة.. في زمن تهافت فيه الموت على طرقاتها دمشق تسألني عن أحبائها.. عن أسواقها القديمة وسحرها العاطر.
أما الشاعرة سناء الصباغ فعبرت من خلال وقفتها الادبية عن حبها لوطنها موضحة أن الشعر يكون ناقصا إذا ما احتوت كلماته وجمله عبارات تجسد الوطن فقالت في قصيدتها بعنوان «شآم».. ما حاجتي لسجادة صلاة.. والطهر يصعد من رباك والثرى ما حاجتي لبوصلة تحدد اتجاه الرمح وانت القبلة عندي.. وأنت سدرة المنتهى وأشار الناقد عماد فياض إلى أن مهرجان «أدب ووطن ونقد» الثلاثية الجميلة هي ركائز متكاملة لأنه لا أدب بدون وطن ولا وطن بدون نقد واختيار العنوان متكامل ومشاركة مجموعة من الادباء الشباب اليوم دليل عافية موضحا ان هذا اللقاء الذي رسموا خطوطه هو دليل على أن الحراك الادبي في بلدنا مستمر وفعال رغم ما تمر به سورية من أزمة راحلة.
وأضاف فياض كتب الأدباء الشباب من وحي الأزمة واعتقد أنه لا بد أن تتوفر لهم مساحة من الراحة ووقت من التأمل ليعطوا الكثير.
أما الناقد محمود حامد فأشار إلى أن كل مرحلة من مراحل الحياة تحتاج إلى أدباء وشعراء يؤرخون لها وينقلون الأمانة الى الأجيال اللاحقة ولا شك أن الأدباء الشباب لهم آمالهم وأهدافهم يحققونها من خلال الرؤى التي تصاغ شعرا أو أدبا.