تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المهام الكبرى والصعبة مستقبلنا القادم

شؤون سياسية
الأربعاء 18-6-2014
بقلم: د. أحمد الحاج علي

تتمثل المسارات الأهم في إنجاز الشعب السوري للاستحقاق الوطني الدستوري الرئاسي في اتجاهين اثنين من حيث الصورة العامة فهذه الفاعلية الوطنية التاريخية جاءت بالتأكيد تتويجاً لإرادة وموقف ومعاناة ،

أحاط بها الوعي إلى أن استقرت برسوخ وجلاء على تجديد البيعة للرئيس القائد بشار الأسد ،وفي عمق هذا الاتجاه نتابع تحولات كثيرة على المستوى الشعبي وفي الميدان والأهم في ذلك هو أن الوطن السوري أنجز المنظومة الثلاثية في هذه المرحلة وهي القائمة على الانتصارات الواضحة في الميدان العسكري وعلى نسق العلاقات مع قوى العالم بكامله عبر التفاعل والتعامل السياسي والآن جاءت الخطوة الديمقراطية لتكمل اللوحة الثلاثية في الميدان وفي السياسة وفي الديمقراطية وهذا يعني في العمق أن الصراع قد تبلور تماماً فالشعب السوري كل الشعب الآن هو في مواجهة الإرهاب والقوى الحاضنة والمغذية للإرهاب ، وفي هذه اللحظة فإن كل سوري يتجه بقناعته ووعيه وتعبيراته نحو حماية الوطن والانضواء تحت راية قيادته السياسية ممثلة بالرئيس بشار الأسد ،وحينما أنجز شعبنا هذا المفهوم على القاعدة الديمقراطية فهو بذلك قد ثبت قيمه ومستويات تضحياته وصار الاتجاه منذ هذه اللحظة إلى الأمام حيث المراحل الجديدة والمقاصد المنبعثة مما أنجزه شعبنا سياسياًوديمقراطياً، وهذا تحول نوعي في حياة شعبنا يشتمل على انبعاث حقائق هذا الوطن بقوة وصفاء بعد أن هبت الرياح العاتية السوداء لتطلق مساحات من السموم ومشاهد من الانزلاق نحو التدمير والإرهاب في الداخل السوري وعبر من تصطاده المؤامرة من الداخل السوري نفسه، وهذه النزعة الحيوية المتمثلة في الصحوة من الأفق المظلم هي واحدة من خصائص الحضارة السورية عبر التاريخ ،وباستثمار هذا المعنى نجد أن شعبنا بكامله الآن قد تحول إلى حاضنة وطنية تقاوم الإرهاب والعدوان ، وتؤدي رسالتها في مجالات البناء والمواجهة على أساس متين هو الوحدة الوطنية ، وإذا كان لابد من منهج للتعبير عن هذه الوحدة فقد قدم الإنجاز الدستوري الرئاسي اللوحة كاملة والتي حدثت فيها حالة التلازم مابين الهدف الوطني النبيل والأسلوب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة ، وفي الاتجاه الثاني كان لابد من متابعة التحولات الوطنية الكبرى وهي تنطلق من ثوابت وطاقات واضحة ومن معالم قائمة في وعي الشعب تماماً كما هي قائمة في مشروعية الموقف السوري بكامله ،ولذلك قلنا بأن الإنجاز الديمقراطي قدم منطلقاً ثابتاً وطرح مهاماً كبرى بناءً على انتخابات الرئاسة ،فالحركة الوطنية السورية الآن هي من الراهن إلى المستقبل ومن التعبير السياسي إلى البناء في كل ميدان والدلائل قائمة بكل قوة الآن ولعل المهام الكبرى تندرج في ثلاث مهام أساسية هي التي تستوعب التحولات السابقة وهي التي يندفع بها الوطن بكليته نحو الأهم والأكثر ضرورة، إن المهمة الأولى بالتأكيد هي تعميق المواجهة مع المشروع الإرهابي الصهيوني الرجعي، فما من خيار سوى اجتثاث هذا الارهاب لقد بدلت الانجازات الديمقراطية نظام الأولويات في التعامل مع الإرهاب والتكفير وفي التعامل أيضاً مع من يطلق قوى الارهاب والتكفير في الداخل السوري وأن اجتثاث هذا الإرهاب صار المقدمة الكبرى ومن يبحث عن حوار أو عمل سياسي في الخارج لابد له أن يبدأ من هذا المنطلق تماماً، لقد حاورنا العالم كله من أجل اجتثاث الارهاب والآن صارت سورية تصدر عن موقف واضح جلي عبر مقاومة الإرهاب لكي تخاطب العالم كله بناء على ذلك أما المهمة الثانية فهي باختصار ومن خلال نظام الأولويات والعناوين الكبرى فهي المتمثلة في البناء الوطني الداخلي في مستويات المجتمع والدولة والسياسة والإدارة وكل مفاصل الحياة الوطنية، وتبقى المهمة الثالثة وهي مشروع واسع وعميق يقوم على قاعدة انتاج النظام السياسي الجديد القائم على الحيوية والتعددية السياسية ذلك أن الإنجاز الديمقراطي الرئاسي رسم الحدود في ذلك وجذر منطلقات لا عودة عنها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية