فاليوم يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده للأوروبيين بإطلاق إرهابيي داعش الذين بحوزته، إذا لم تسارع الدول الأوروبية باستعادة إرهابييها الذين دفعت بهم إلى سورية والعراق، وهو العارف أكثر من غيره بجنسياتهم وأعدادهم، كون قواته الموجودة بشكل غير شرعي في سورية وتحالفه الخارج على القانون الدولي، هما اللذان أشرفا على إنقاذ آلاف الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري، ونقلوهما إلى أماكن آمنة تحرسها ميليشيا قسد وتشرف عليها واشنطن بشكل مباشر.
وبالرغم من أن التهديد الأميركي الجديد للأوروبيين يدخل في إطار الابتزاز الذي اعتاد عليه ترامب لحلفائه وأتباعه قبل أعدائه، إلا أن له أبعاداً أخرى مرتبطة بالادعاءات الأميركية الأخيرة حول عودة نشاط داعش في سورية، والتي تبني عليها إدارة البيت الأبيض أحلامها في الإبقاء على قواتها بشكل مناف للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة في الأراضي السورية بزعم محاربة التنظيم، وهذه التصريحات كلها تأتي كجرعة دعم جديدة للتنظيمات الإرهابية سواء كان في الجزيرة السورية أو في المناطق الأخرى.
وفي السياق نفسه سمعنا مؤخراً تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بريغانسون بجنوب فرنسا، والتي أبدى فيها بشكل بالغ عن قلقه على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب، وألح كثيراً على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار في هذه المنطقة التي تختطفها بسكانها التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش والقاعدة وتفرعاتها، دون أن يتحدث عن محاربة التنظيمات التي صدر بشأنها قرارات عديدة من مجلس الأمن الدولي، غير أن الجواب جاءه على الفور من الرئيس بوتين عندما أكد له وعن قرب بأن روسيا ماضية في دعم سورية وجيشها في محاربة الإرهاب، وهذا ما يؤكد للقاصي والداني أن نهاية الإرهاب في سورية قد اقتربت.