الأمر الذي دفع كل من روسيا والصين إلى الطلب من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مشاورات بهذا الشأن.
نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي أكد في هذا الصدد أن موسكو وبكين طلبتا من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مشاورات لبحث خطط واشنطن لتطوير أنواع مختلفة من الصواريخ كانت محظورة بموجب المعاهدة الروسية الأميركية بشأن الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
ونقلت سبوتنيك عن بوليانسكي قوله أمس: إن الجلسة ستعقد اليوم وستناقش البيانات الأميركية الأخيرة حول خطط تطوير ونشر صواريخ متوسطة المدى.
إلى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة خرجت من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من أجل إجراء تجارب على صواريخ جديدة تطورها ومحظورة ضمن المعاهدة.
وأعرب بوتين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو في هلسنكي عن اعتقاده أن الولايات المتحدة عملت على الصواريخ التي تحظرها المعاهدة، قبل وقت من خروج واشنطن منها، مشيرا إلى أنه لم يسمع من الجانب الأميركي تصريحات بشأن نشر هذه الصواريخ في أوروبا، لافتا إلى أن اختبار الولايات المتحدة صاروخا محظورا من شأنه زيادة التصعيد في أوروبا والعالم.
وأكد أن روسيا ستبدأ العمل على مثل هذه الصواريخ، قائلا إن موسكو ستتخذ خطوات ردا على إجراءات واشنطن بشأن اختبار الصاروخ الجديد.
كما شكك بوتين في أن تقوم الولايات المتحدة بإبلاغ شركائها الأوروبيين حول البرمجيات التي تستخدمها في صواريخها، مؤكدا أن الإجراءات الأميركية ستشكل تهديدا على روسيا.
وأوضح الرئيس الروسي أن الولايات المتحدة قامت مؤخرا باختبار نسخة صاروخ «توماهوك» التي تنشر برا، بحيث يمكن ذلك من إطلاقها من منصات في رومانيا وبولندا، ما يخلق تهديدات لروسيا.
في الأثناء أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الانتشار المتزايد لقوات الناتو في دول أوروبا الشرقية يشكل عاملا رئيسيا لتوتر الوضع على الحدود الغربية لروسيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن شويغو قوله خلال افتتاح جلسة قيادات وزارة الدفاع أمس إن الوضع يتميز بتعزيز الوجود العسكري لحلف الناتو في أوروبا الشرقية ونشر نظام الدفاع الصاروخي الاميركي في بولندا ورومانيا وتوسيع التعاون العسكري للتحالف مع فنلندا والسويد، مبينا أن روسيا تتخذ مجموعة من التدابير للتخلص من هذه التهديدات.
وفي السياق ذاته أعلن عضو لجنة الدفاع بمجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش أن بلاده ستتخذ إجراءات لضمان الأمن القومي بعد أن بدأت الولايات المتحدة سباق تسلح جديد في محاولة لجر روسيا إليه.
وقال كلينتسيفيتش لوكالة سبوتنيك: لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الولايات المتحدة بدأت سباق تسلح جديد في محاولة لجر روسيا إليه أيضا، مضيفا: حدث رهان على إرهاق بلادنا اقتصادياً لكن روسيا اليوم لا تنوي التنافس مع الولايات المتحدة في هذا المجال من دون إدراك للعواقب.
ودعا كلينتسيفيتش الأمريكيين للتخلي عن أوهامهم قائلا: سيتم الحفاظ على توازن القوى الاستراتيجي في العالم .. وقدراتنا الحالية في مجال التقنيات العسكرية المتقدمة تسمح لنا بحل هذه المشكلة دون التسبب بأي ضرر في المجالين الاقتصادي والاجتماعي لروسيا.
ولفت كلينتسيفيتش الانتباه إلى أن تطوير واختبار الصواريخ الأمريكية المحظورة بموجب معاهدة حظر الأسلحة النووية تزامن مع دعوة روسيا لحضور قمة مجموعة السبع معتبرا الدعوة إلى هذه القمة مجرد مناورة لتشتيت انتباه موسكو وهي ببساطة ليست مضطرة لحضورها.
وأعلنت وزارة الحرب الاميركية «البنتاغون» قبل يومين أنها اختبرت صاروخا مجنحا بمدى 500 كيلومتر وذلك في أول تجربة بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.